فكرة مهاجمة باطن العربة المدرعة تتجه في العديد من الألغام الأرضية الحديثة نحو الصاعق التفعيلي أو الانعكاسي influence fuze ، وهو عبارة عن وسيلة الكترونية متطورة لها القدرة على إدراك البعد المغناطيسي magnetic أو الزلزالي seismic للدبابة ومن ثم تحفيز اللغم على الانفجار . الألغام الأرضية المجهزة بهذا النوع من الصواعق قادرة على التعامل مع الأهداف المدرعة حتى وإن لم تمس عجلاتها وجنازيرها جسم اللغم (بعضها يشتمل على صمام للتدمير الذاتي self-destruct قابل للبرمجة) . أستخدم هذا النوع من الألغام ابتداء خلال الحرب العالمية الثانية ، عندما طور الروس اللغم ثنائي الكشف زلزالي/مغناطيسي لمهاجمة كامل عرض الهدف ، وأثبت هذا السلاح قدرة كبيرة ليس فقط على تدمير الأهداف المدرعة ، بل وقتل أفراد أطقمها نتيجة تزويده بشحنة مشكلة shaped charge عالية التأثير . من الألغام التي تعمل وفق هذه التقنية السويدي FFV-028 ، حيث يمتاز هذا اللغم باحتمالية أعلى للإحاطة بالأهداف نتيجة استخدامه صمام تفعيل مغناطيسي ، ويحدث التحفيز بسبب تغير واضطراب الحقل المغناطيسي magnetic field الحاصل نتيجة مرور كتلة معدنية كبيرة . إن نصف أو ثلث عدد الألغام التي تستخدم تقنية المجسات هذه ، سيكون كافياً عادة لتوفير قدرات رادعة لحقل ألغام ، قياساً بعدد الألغام العاملة بصمامات الضغط pressure fuse المطلوبة لتحقيق نفس الغرض . وغني عن البيان أن ألغام الحث المغناطيسي هذه أكثر ارتفاعا من أسلافها ، لكنها تبقي مع ذلك مجدية من حيث الكلفة ، لقلة عدد ما يستعمل منها ولقلة عدد الأشخاص المكلفين بزرعها ، فضلاُ عن تقليص الوقت المطلوب للزرع . أما بالنسبة للألغام التي تعتمد صمام زلزالي لكشف أهدافها ، فهي في حقيقتها ألغام تستخدم أداة سمعية أو صوتية acoustic fuze ، تعمل على استقبال إشارات السلاح الناتجة عن اهتزازات vibration حركة جنازيره ودواليبه . وبعضها يمتلك القدرة على تبين وتحسس الاختلافات بين العربات الصديقة وتلك المعادية من خلال دليل الإشارة signature catalog الداخلي (بيانات مخزنة في ذاكرة اللغم) هذه الميزة ستمكن القوات الصديقة نظرياً من استخدام المناطق الملغمة مع تحريمها في نفس الوقت على مرور القوات المعادية . العائق الوحيد أمام انتشار هذا النوع من الألغام مرتبط ببطارية التحفيز لصماماته الالكترونية ، التي لها متوسط عمر طويل نسبياً يمكن أن يبلغ 5-10 سنوات ، ولكنها بعد ذلك قد تصبح خامدة وغير فعالة ، خصوصاً عندما تتعرض للتبريد والتسخين المفرط نتيجة الظروف المناخية . نفاذ الرطوبة إلى الصمام قَد تسبب أيضاً قصر الدائرة الكهربائية ، وهكذا يمكن حدوث انفجار عرضي .
مدونة عسكرية إلكترونية عربية ، تعني بالبحث في كل ما يتعلق بدبابة المعركة الرئيسة وأسلحة المعركة المشتركة .
الصفحات
▼
12/8/2014
الألغام الأرضية الحديثة وصمامات التحفيز المغناطيسية والزلزالية .
فكرة مهاجمة باطن العربة المدرعة تتجه في العديد من الألغام الأرضية الحديثة نحو الصاعق التفعيلي أو الانعكاسي influence fuze ، وهو عبارة عن وسيلة الكترونية متطورة لها القدرة على إدراك البعد المغناطيسي magnetic أو الزلزالي seismic للدبابة ومن ثم تحفيز اللغم على الانفجار . الألغام الأرضية المجهزة بهذا النوع من الصواعق قادرة على التعامل مع الأهداف المدرعة حتى وإن لم تمس عجلاتها وجنازيرها جسم اللغم (بعضها يشتمل على صمام للتدمير الذاتي self-destruct قابل للبرمجة) . أستخدم هذا النوع من الألغام ابتداء خلال الحرب العالمية الثانية ، عندما طور الروس اللغم ثنائي الكشف زلزالي/مغناطيسي لمهاجمة كامل عرض الهدف ، وأثبت هذا السلاح قدرة كبيرة ليس فقط على تدمير الأهداف المدرعة ، بل وقتل أفراد أطقمها نتيجة تزويده بشحنة مشكلة shaped charge عالية التأثير . من الألغام التي تعمل وفق هذه التقنية السويدي FFV-028 ، حيث يمتاز هذا اللغم باحتمالية أعلى للإحاطة بالأهداف نتيجة استخدامه صمام تفعيل مغناطيسي ، ويحدث التحفيز بسبب تغير واضطراب الحقل المغناطيسي magnetic field الحاصل نتيجة مرور كتلة معدنية كبيرة . إن نصف أو ثلث عدد الألغام التي تستخدم تقنية المجسات هذه ، سيكون كافياً عادة لتوفير قدرات رادعة لحقل ألغام ، قياساً بعدد الألغام العاملة بصمامات الضغط pressure fuse المطلوبة لتحقيق نفس الغرض . وغني عن البيان أن ألغام الحث المغناطيسي هذه أكثر ارتفاعا من أسلافها ، لكنها تبقي مع ذلك مجدية من حيث الكلفة ، لقلة عدد ما يستعمل منها ولقلة عدد الأشخاص المكلفين بزرعها ، فضلاُ عن تقليص الوقت المطلوب للزرع . أما بالنسبة للألغام التي تعتمد صمام زلزالي لكشف أهدافها ، فهي في حقيقتها ألغام تستخدم أداة سمعية أو صوتية acoustic fuze ، تعمل على استقبال إشارات السلاح الناتجة عن اهتزازات vibration حركة جنازيره ودواليبه . وبعضها يمتلك القدرة على تبين وتحسس الاختلافات بين العربات الصديقة وتلك المعادية من خلال دليل الإشارة signature catalog الداخلي (بيانات مخزنة في ذاكرة اللغم) هذه الميزة ستمكن القوات الصديقة نظرياً من استخدام المناطق الملغمة مع تحريمها في نفس الوقت على مرور القوات المعادية . العائق الوحيد أمام انتشار هذا النوع من الألغام مرتبط ببطارية التحفيز لصماماته الالكترونية ، التي لها متوسط عمر طويل نسبياً يمكن أن يبلغ 5-10 سنوات ، ولكنها بعد ذلك قد تصبح خامدة وغير فعالة ، خصوصاً عندما تتعرض للتبريد والتسخين المفرط نتيجة الظروف المناخية . نفاذ الرطوبة إلى الصمام قَد تسبب أيضاً قصر الدائرة الكهربائية ، وهكذا يمكن حدوث انفجار عرضي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق