الصفحات

15‏/3‏/2014

الخبرات الروسية في مجال حرب الألغام .

الخبـــــــرات الروسيـــــــة فـــــــي مجـــــــال حـــــــرب الألغـــــــام 


بدأ السوفييت في تطوير ألغامهم الأرضية أوائل العشرينات ، وفي العام 1924 أنتجوا أول لغم مضاد للدروع ، أطلق عليه EZ . طور هذا اللغم من قبل المصممين Yegorov و Zelinskiy ، وكان له شحنة متفجرة من واحد كيلوغرام ، كافية لقطع جنازير الدبابة . ومع بداية الحرب الألمانية السوفييتية ، بدا أن الإتحاد السوفييتي كان يعاني من نقص خطير وحاسم في الألغام الأرضية ، وذلك نتيجة إهمال إدارة التخطيط العسكري MEA لأهمية توفير هذا السلاح خلال حقبة الثلاثينات . أضف لذلك أن الألغام بطبيعتها هي أسلحة دفاعية defensive weapons ، وهذا ما دفع القيادة السياسية لرفضها على اعتبار أنها سلاح الضعفاء . ومع بداية العام 1941 لم يكن في عهدة الجيش الأحمر Red Army سوى مليون لغم مضاد للدروع ، وتزامن هذا النقص مع افتقاد ساحة المعركة للدفاعات الطبيعية المضادة للدبابات ، وهذا عنى بأبسط أشكاله وجوب تفعيل واستحداث حقول الألغام المرتجلة improvised mines لوقف تقدم العدو . الحاجة السوفييتية ونقص المعادن ، دفعت لإنتاج ألغام سهلة التصنيع من الورق والكرتون المقوى والخشب والزجاج ، واضطر جنود الجيش الأحمر في الكثير من الحالات وبسبب نقص الألغام ، لاستخدام قنابل المولوتوف Molotov cocktail ضد الدبابات الألمانية لوقف تقدمها . وخلال المراحل قبل الأخيرة للحرب ، توفر للجنود السوفييت المزيد من الألغام ومن مختلف الأنواع ، واستطاع مهندسو الجيش استخدامها بشكل ذكي وبكميات هائلة ، ومع توقف الحرب كان الجيش الأحمر قد أعلن عن زرع نحو 200 مليون لغم مختلف الأنواع . من أبرز الألغام السوفييتية المضادة للدروع التي استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية كان TM-41 (أستخدم في السنوات 1941 و1942) هذا اللغم الدائري المعدني بلغ وزنه 5.4 كلغم ، منها 3.9 كلغم مواد متفجرة نوع TNT . واشتملت آلية تحفيز اللغم على صفيحة ضغط pressure plate من الأعلى ، ويتم حمله عن طريق مقابض جانبية ، وفي مرحلة لاحقة جرى تطويره للنسخة TM-44 التي كانت ضد الماء water-proof ويمكن نقعها وطرحها تحت الماء لمدة شهرين (لمواجهة عمليات الأبرار) دون إفساد مكوناتها ، بلغ وزن هذه النسخة من الألغام 7.7 كلغم ، منها 5.4 كلغم متفجرات نوع Amatol ، وكانت تحتاج لما بين 140-260 كلغم من الضغط لتنشيطها وتحفيزها . توقف إنتاج اللغم TM-44 في العام 1946 لصالح اللغم الأحدث TM-46 والذي بدوره كان نسخة معدلة عن تصميم الألغام الألمانية من نوع Tellermine .



الخبرات السوفييتية في مجال حرب الألغام Mine warfare تنامت وتضاعفت أكثر فأكثر ، وبلغت ذروتها مع الحرب الأفغانية (1979-1988) . فقد استخدم الجيش الأربعون الذي قاد العمليات إلى أفغانستان في العام 1979 ، ملايين الألغام الأرضية لحماية المواقع الشيوعية وحرمان المجاهدين الأفغان من خطوط إمدادهم واتصالاتهم communication lines (من أبرزها اللغم الأرضي TM-72) ، حتى أن الجنرال "بوريس غروموف" Boris Gromov الذي قاد الجيش الأربعون السوفيتي أثناء الانسحاب (غروموف كان آخر جندي سوفيتي ترك أفغانستان ، عندما عبر مشياً على الأقدام جسر الصداقة الذي يعتلي نهر جيحون في 15 فبراير 1989 ، وهو اليوم الذي أكتمل فيه الانسحاب السوفيتي من أفغانستان) قدم إلى الجيش الأفغاني أثناء رحيل قواته في العام 1988 عدد 613 خريطة حقل ألغام قام السوفييت بزرعها في مواضع شتى من البلاد . الجيش الروسي ينظر إلى الألغام كعنصر ضروري لكلتا العمليات الهجومية والدفاعية offensive/defensive operations . على أية حال ، حقول الألغام التقليدية الموضوعة يدوياً تتطلب عمل مكثف ومركز وإنفاق المزيد من الوقت الذي قد يكون غير متوفر . لذا ، طور الجيش السوفيتي على مدى السنين عدة نماذج لعربات تقليدية مسحوبة أو محمولة على مجنزرات للعمل كزارعات للألغام minelaying ، والسماح لقوات الهندسة لتلغيم منطقة بسرعة قبل أو أثناء المعركة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق