مدافـــــــــع الطائــــــــــرات للدعـــــــــم
الأرضــــــــــي
حادثة يمكن الاستشهاد بها من الحرب الأمريكية في أفغانستان ، ففي خلال معركة عنيفة في منطقة Ghar Takur عند أواخر شهر مايو من العام 2002 ، تعرضت قوة أمريكية لكمين محكم وخطير ، استوجب استدعاء طائرة الدعم الجوي الضخمة AC-130 ، وبسبب تأثير شعاع ضوء النهار على حدود رؤيتها ، لم تستطع الطائرة التدخل في المعركة واستخدام أسلحتها ، لهذا أرسل سلاح الطيران الأمريكي مقاتلاته للمساعدة ، هذه الطائرات كانت من طراز F-16 وF-15 ، ولكنها هي الأخرى واجهة مشكلة منعتها من استخدام صواريخها أو قنابلها الموجهة بسبب التقارب الكبير للمقاتلين الأفغان مع القوات الأمريكية ، هذا الأمر دفع المقاتلات لاستخدام مدافعها الرشاشة من عيار 20 ملم في قصف المواقع الأفغانية .
تجهز معظم الطائرات الهجومية الحديثة تقريباً بمدافع رشاشة ، تتراوح عياراتها بين 20-30 ملم ، أو أنها على الأقل تستطيع حمل حاويات خارجية لهذه المدافع cannon pods . وإذا كان الهدف من تركيب هذه المدافع هو توفير وسيلة دفاعية أخيرة في مواجهة هجوم طياري العدو ، فهي تفيد أيضاً في التعامل مع الأهداف أرضية ، وعند تعطل أو أخفاق أنظمة الأسلحة الرئيسة . وتستعمل المدافع الرشاشة عادة في الرمي على قوات العدو ، وبخاصة قوافل العربات خفيفة التدريع soft-skinned . وهذا الأسلوب في الهجوم ليس تكتيكاً شائعاً إلا عند مهاجمة أهداف جلية الوضوح ، فعند تنفيذه يكون على طيار أن يحلق في خط مستقيم ومستو ليسدد مدفعه الرشاش على الهدف (هذا السلوك في الرمي غير مستحب عند مواجهة أنظمة دفاع جوي معادية حديثة) . تجهز الطائرات الغربية بشكل عام بمدافع رشاشة دوارة rotary/gatling gun متعددة السبطانات ، مثل المدفع الرشاش Vulcan للطائرة المقاتلة F-16 وعياره 20 ملم ، أو المدفع الرشاش Equaliser وعياره 25 ملم الخاص بالطائرة AV-8B Harrier 2 . وهذا الأخير يتمتع بمعدل رمي يبلغ 3.600 طلقة في الدقيقة ، ومدى مؤثر تقريبي يصل إلى 1000 م . وتنفرد الطائرة A-10A Thunderbolt قانصة الدبابات في كونها الوحيدة المصممة لاستيعاب المدفع الرشاش GAU-30 عيار 30 ملم . هذا السلاح أثبت إعتماديته ، عندما تحدث الطيارون الذين هاجموا الدبابات العراقية خلال حرب تحرير الكويت عن قدرات تأثير تجاه الأهداف المدرعة الثابتة من مسافة تصل إلى نحو 2 كلم أو دون ذلك بقليل . وكانت قذائف المدفع GAU-30 المشتملة على خوارق مصنوعة من اليورانيوم المستنفذ DU قادرة على اختراق الدروع السقفية لجميع أنواع الدبابات العراقية ، بما في ذلك الدبابات سوفيتية الصنع T-72 .
ففي منتصف الستينات واجهت القوة الجوية الأمريكية حقيقة مؤلمة تتحدث عن "الغالبية الساحقة عددياً لسلاح الدروع السوفييتي" التي انتشرت على طول القطاعات المركزية لأوربا . هذه شكلت خطراً حقيقياً على قوات حلف شمال الأطلسي NATO الأقل عدداً ، فبحث الأمريكان في الحلول العديدة المتوافرة آنذاك ، ومن ضمن هذه الحلول ، طرحت أفكار حول نشر طائرات رخيصة وبسيطة نسبياً ، تحمل أسلحة مضادة للدروع حسب الطلب . المشروع أطلق عليه الاسم الرمزي X-A . أحد أسلحة وأجزاء المشروع X-A (لاحقاً ستصبح A-10) كان المدفع المحمول ، وبالفعل بدأ منتجو هذا النوع من الأسلحة في البحث عن مدفع بمعدل مرتفع من النيران يمكن أن يستخدم بفاعلية ضد الدبابات . منح عقد إنتاج المدفع لشركة General Electric (بعد منافسة شديدة مع شركة Philco Ford) التي كانت تنتج مدافع بسبطانات متعددة ، تعمل بنظام Gatling . هذا المدفع يوفر معدل نيران مرتفع جداً نتيجة اشتغاله بنمط الدوران السريع حول محوره ، والذي بدوره ، بالإضافة لتسريع عملية الرمي ، فإنه يعمل على تبريد السبطانات وإعادة تذخيرها وشحنها بالطلقات الجديدة . تدور هذه العملية بطريقة ميكانيكية منتظمة ، تشمل حتى انتزاع الذخيرة المستهلكة أو الطلقات الفاسدة . في عام 1968 قامت الشركة ذاتها بالعمل على سلاحها الأبرز المتوفر آنذاك M61A1 من عيار 20 ملم وتحويره ليصبح من عيار 30 ملم ، وكانت النتيجة مدفع بسبعة سبطانات من عيار 30 ملم أطلق عليه أسم GAU-8/A Avenger .