تطهيــر حقــول الألغـــام بواسطـــة .. المحــراث / جرافـــة الألغـــام
وسيلة أخرى من وسائل تطهير حقول الألغام تعتمد استخدام المحراث أو جرافة الألغام Mine plough ذات الأنصال الشوكية ، التي توضع على مقدمة هيكل دبابة المعركة الرئيسة وتسمح للعربات الأخرى بمتابعة التقدم . مع هذه الأداة ، الألغام الأرضية المدفونة تتعرض للحرث وتدفع إلى خارج طريق جنازير الدبابة أو يتم قلبها . ولكون الألغام المضادة للدبابات تعتمد في عملها على تركيز طاقة انفجار concentrated explosion لتدمير دبابة المعركة الرئيسة والعربات المدرعة الأخرى ، فإنهم يكونون عديمو الفائدة عندما ينقلبون رأساً على عقب upside-down . فعندما تخطوا الدبابة فوق اللغم ، فإنه سيستهلك ويستنزف انفجاره باتجاه الأسفل بدلا من الأعلى وكما هو مفترض ، مما يسبب أضرار محدودة نسبياً . بداية استخدام هذه الأداة تعود إلى نهاية الحرب العالمية الأولى ، عندما صعد الفرنسيون محراث على دبابتهم من طراز Renault FT-17 . الاستعمال القتالي الأول سجل من قبل الفرقة المدرعة التاسعة والسبعون البريطانية التي استخدمت المحراث الملقب "بولشورن" Bullshorn على دبابة تشرشل على شاطئ السيف (معركة يوم نصر D-Day في العام 1944) أثناء احتلال قوات التحالف لشواطئ Normandy . المحراث بولشورن كان فقط أحد التصاميم المختلفة للجرافات التي اختبرت واستعملت من قبل البريطانيين .. جرافات الألغام ما تزال قيد الاستخدام من قبل الكثير من وحدات الهندسة القتالية في الجيوش الحديثة .
الجيش الأمريكي على سبيل المثال يستخدم جرافة ذات أنصال أو شفرات Blades لانتزاع وإزالة الألغام الأرضية من حقل الألغام . هذه الأنصال المعدنية على هيئة أسنان خادشة أو قاطعة scarifying teeth لانتزاع واقتلاع الألغام ، أو ازاحتها جانبياً عن الطريق . أنصال الجرافة تعمل على رفع الألغام الأرضية التي وضعت على السطح أو دفنت لنحو 30 سم ، ثم بعد ذلك دفعها إلى جانب جنزير الدبابة حاملة النظام . المنظومة الأمريكية تستطيع العمل ضمن ثلاثة مستويات من العمق هي 20 , 25 ، و30 سم . كما تستطيع مجموعة الأنصال تطهير وتوفير ممر آمن أمام كل جنزير بعرض 147 سم . ويعمل لوح انزلاقي skidshoe جانبي لكل ذراع أنصال على ممارسة ضغط كافي على السطح لتنشيط معظم الألغام فردية النبض ، ويطهر عملياً المقطع الوسطي من هيكل الدبابة بتفجير هذه الألغام (هذا العمل قد يتسبب في تعطيل ذراع النصل) ، إلا أنه في المقابل يعجز عن التعامل مع الألغام ذات الصمامات المزدوجة ، حيث تحتاج هذه إلى أكثر من ضغط لتحفيزها على الانفجار . أداة تحفيز وتنشيط للألغام المضادة للمغناطيسية AMMAD والتي توصل بين مجموعة الجرافات الجانبية وتتوسطها بواسطة سلسلة حلقية (الأمريكان يطلقون عليها اسم عظمة الكلب dog bone) تنشط أيضاً بالإضافة إلى الصمامات المغناطيسية ، صمامات الألغام ذات قضيب الإمالة tilt-rod-fused التي توضع وتطرح بين مسار جنازير الدبابة .. ورغم فاعليتها في تطهير الطريق وحقول اللغام ، إلا أنه يؤخذ على جرافات الألغام ذات الأنصال الشوكية أنها حساسة في العمل تجاه الألغام المسلحة بأدوات ضد المعالجة anti-handling وضد الاضطراب anti-handling أو الصمامات المغناطيسية والزلزالية التي قد تنشط وتحفز متى ما رفعت بالأنصال ، وبالتالي يمكنهم تعطيل ذراع النصل . جدير بالذكر أن الألغام المرفوعة بواسطة الأنصال والمتروكة على جانبي الطريق المنقب تمثل خطر حقيقي حتى إزالتها أو تدميرها في موقعها .
الجرافة الشوكية يمكن أن تصعد إلى الدبابة M1 Abrams بدون تحضير أو تعديل خاص ، ولا تستغرق عملية التركيب أكثر من ساعة واحدة فقط . مع ذلك ، ليس من السهل تحميل أو نقل الجرافة إلى دبابة أخرى تحت شروط وظروف ساحة المعركة battlefield conditions . ويتطلب الأمر رافعة كهربائية لرفع وتنزيل ذراع النصل (الجرافة مجهزة بميزة الفصل السريع عند الطوارئ) . يبلغ وزن الجرافة الشوكية تقريباً 3.5 طن ، وعندما تكون في وضع الرفع والتنصيب raised ، فإنها تحمل هامش من التأثير على قدرة الدبابة أبرامز في السرعة والمناورة ، وإن كان هذا الأمر لا يؤثر كثيراً على توظيف واستخدام منظومة السلاح weapon employment ، باستثناء تواجد الجرافة على هيكل الدبابة أثناء العمليات القتالية . وأثناء عملية الحراثة والجرف plowing ، سرعة الدبابة أبرامز ستحدد وتقيد بأقل من 10 كلم/س اعتماداً على شروط التربة والسطح محل العمل . الدبابة لا تستطيع المناورة لكن يجب أن تستمر في التقدم مباشرة في مسار مستقيم خلال حقل الألغام لتجنب إتلاف ذراع النصل . سبطانة المدفع الرئيس gun tube يجب أن تعبر وتوجه إلى الجانب أثناء عملية الحراثة ، إذ أن انفجار اللغم الأرضي أسفل النصل يمكن أن يتسبب في دفعه بقسوة إلى الهواء ومن ثم يتلف سبطانة السلاح . كما أن المنطقة الطريق المختارة يجب أن تكون نسبياً مستوية وخالية من الصخور أو العوائق الأخرى . ويبدأ المشغل عمله بحراثة تقريبا 100 م من المرحلة الأكثر تقدما أو الحافة الأمامية leading edge لحقل الألغام المحتمل ، ليحدث بعد ذلك طريق ممتد لنحو 100 م أخرى ما بعد الحافة البعيدة لحقل الألغام المفترض بهدف التأكد وضمان جاهزية الطريق الممتد خلال كامل حقل الألغام .
لماذا يجب ان يكون مدفع الدبابة الى الجانب في حين ان الجرافات تعمل على الجوانب فقط امام الجنازير وليس في المنتصف تحت البدن علما بانه لا يوجد جرافات في هذه المنطقة يمكن أن ترتد الى أعلى؟
ردحذفسؤال آخر, سبق أن تكلمت مسبقا عن نظام آخر لازالة الالغام وهو الدحاريج أو المداحل على مدونتك المحترمة, نتمنى مقارنة بين هذا النظام و بين نظام الجرافات, و ما هي شروط اختيار اي من النظامين علما بان كلاهما يؤدي نفس الوظائف ومن الواضح انه يوجد انواع من الدبابات يمكن أن يعمل عليها النظامين؟ و شكرا :)
التحذير يتحدث عن وجوب إدارة سبطانة المدفع نحو جهة أخرى غير المقدمة لتفادي التأثير على السبطانة عند حدوث إنفجار شحنة أرضية كبيرة ، قدد تتسبب في رفع الجرافة أو أي أجزاء أخرى منها للأعلى بعنف ... النظامين قابلين للإستخدام على جميع الدبابات ، لكن لكل منهما إيجابياته وسلبياته ، ذكرنا في هذا الموضوع بعض سلبيات نظام الجرافات ، أما بالنسبة لسلبيات نظام المداحل ، فهناك حديث عن أن الإنفجارات الكبيرة قد تحطم المدحلة والعربة أو تجرحان الطاقم على أقل تقدير . ومن خلال التجربة الأمريكية مع هذه الأنظمة في الدبابات M1/M60 تبين أن عملية تركيبها وتنصيبها على مقدمة العربات هي مهمة شاقة ومضيعة للوقت . وعند اضافتها لمقدمة هيكل دبابة المعركة الرئيسة فإنها تقيد وتحدد سرعة الدبابة بنحو 5-15 كلم/س .
حذفشكرا على التوضيح :)
حذف