الصفحات

1‏/10‏/2013

تطهير حقول الألغام بواسطة الدحاريج / المداحل .

تطهيـــــــــــر حقــــــــــــول الألغـــــــــــــــام بواسطــــــــــــــة
الدحاريـــــــج / المداحــــــــل 



وسيلة رئيسة لتطهير حقول الألغام تعتمد استخدام الدحاريج أو مداحل الألغام mine rollers . هي باختصار أداة ميكانيكية تثبت في مقدمة دبابات المعركة أو أي عربات مدرعة أخرى مصممه لتفجير detonate الألغام الأرضية المضادة للدبابات . هي تسمح للمهندسين بتطهير طريق أو ممر خلال حقل ألغام محمي بنيران العدو وتفجير الألغام الواقعة أسفل أو على السطح الأرضي . إن الأداة عادة مكونة من ذراعي دفع push arms تمت ملاءمتهما إلى مقدمة هيكل دبابة ، مع زوجين من المداحل الجانبية التي يمكن أن انزالها وخفضها أمام جنازير الدبابة . كل مدحلة جانبية لها بضعة عجلات ثقيلة منصفة في مركزها بعارضة أو حامل فولاذي steel girders بارز وقصير ، بحيث يسلط مجمل التركيب ضغط أرضي أعلى من ضغط جنازير الدبابة نفسها . هذا الترتيب يضمن انفجار الألغام المضادة للدبابات المشتملة على صمامات الضغط pressure-fused ، والتي كان يأمل واضعوها في انفجارها أسفل جنازير الدبابة المستهدفة .


يرجع استخدام المداحل أو الدحاريج إلى نهاية الحرب العالمية الأولى ، عندما اختبر مهندسو الجيش البريطاني الرائد "جيفارد مارتيل" Giffard Martel والرائد "تشارلز إنجلز" Charles Inglis تثبيت مداحل الألغام على الدبابات Mk V لمواجهة الخطر الجديد المتمثل في ألغام الضغط الأرضية المضادة للدبابات . ثلاثة كتائب دبابات خاصة تم حشدها للاختبارات في منطقة هامبشاير البريطانية العام 1918 . لكن بسبب حالة الهدنة آنذاك ، هذه الدبابات لم تختبر في المعركة ، لكن بعض أعمال التطوير استمر من قبل شركة التجسير التجريبية حتى العام 1925 . وبعد الصعوبات العظيمة التي سببتها حقول الألغام أثناء محاولات اختراق "خط مانرهايم" Mannerheim Line في حرب الشتاء ضد فنلندا (30 نوفمبر 1939- 13 مارس 1940) ، الجيش الأحمر السوفيتي شكل فريقاً بقيادة المصمم "موغالف" P.M. Mugalev في مصنع "دورماشينا" Dormashina لتصميم عربة تطهير وإزالة للألغام الأرضية . النماذج التي اختبرت استندت في بنائها على الدبابة المتوسطة T-28 وذلك في العام 1940 ، ولكن لم ينتج شيء من هذه النماذج ربما بسبب عيوب تصنيعية كشفت أثناء الاختبار . التطوير أعيق وقوطع مع ظروف بدايات الحرب العالمية الثانية ، لكنه أستأنف مره أخرى في العام 1942 وبدأ موغالف تحري تصميم جديد لصالح حجوم مختلفة من الدبابات ، بضمن ذلك T-60 ، KV وT-34 . الوحدة الجديدة شملت ذراع على محور متعدد العجلات multi-wheeled . كل عجلة شملت قرص مركزي صلب مع عوارض تدعيم التي تتشعب إلى الخارج مثل نجم البحر starfish . وفي نهاية الاختبارات تم فقط اعتماد نموذج الدبابة T-34 الذي كان لديه نظام تعليق وجهاز تعشيق قوي الأداء بما فيه الكفاية . هكذا نظام المدحلة السوفييتي الأول الذي حمل التعيين PT-34 تم تجهيزه في شهر مايو العام 1942 ، وشهد الخدمة في شهر أغسطس من نفس السنة في منطقة "فورونيج" Voronezh جنوب غرب روسيا .


في الوقت الحاضر معظم الجيوش الشرقية والغربية تستخدم هذا التجهيز ، فأنظمة تطهير حقول الألغام بواسطة المداحل أو الدحاريج يمكن نشرها بفاعلية أكثر لقيادة الطوابير أو الأرتال المدرعة armoured columns أثناء حركتها على الطريق (تسبق التشكيلات التكتيكية) . الجيش الأمريكي على سبيل المثال يستخدم منظومة حديثة من هذا النوع ، تشمل مجموعتين جانبيتين كل منهما بخمسة مداحل قرصية كبيرة وثقيلة ، التي تلائم وتوافق مقدمة كل جانب من جنازير الدبابة . وتعمل كل مدحلة على إحداث ممر آمن بعرض 112 سم أمام كل جنزير . النظام يركب على مقدمة العربات القتالية المدرعة من خلال وصلة أو أداة مواءمة قابلة للفصل removable adapter لمواجهة الألغام الأرضية المضادة للدبابات التي تدفن أو توضع على السطح ضمن مسار جنزير العربة ، وذلك بتطبيق وتفعيل مستوى معين من الضغط الأرضي أعلى من ذلك الممارس من قبل جنازير الدبابة ذاتها ، مما يضمن معه انفجار الألغام المضادة للدبابات العاملة بآلية صمامات الضغط pressure fused . ففي سرعة مقدرة بنحو 16 كلم/س ، المدحلة قادرة على تفجير أو تحييد الألغام المضادة للدبابات مفردة النبض والمنشطة بواسطة الضغط وكذلك الألغام المضادة للأفراد الممتدة على السطح أو المدفونة على عمق 10-16 سم في طرق جنزير دبابة الدافعة لها . التصميم يضمن عمل كل مجموعة مدحلة بشكل مستقل عن الأخرى ، بحيث تتبع هذه المعالم والمنحنيات الطبيعية natural contours للتضاريس المصادفة . منظومة المدحلة الأمريكية كذلك تستعين بأداة تحفيز وتنشيط للألغام المضادة للمغناطيسية AMMAD (هذه الأداة تعمل على تحفيز الألغام ذات الصمام المغناطيسي نتيجة احداثها تغيراً واضطراباً في الحقل المغناطيسي خارج منطقة القتل kill zone المفترضة) والتي توصل بين مجموعة المداحل الجانبية وتتوسطها بواسطة سلسلة حلقية ، وذلك بهدف تفجير الألغام المضادة للدبابات ذات الصمام المغناطيسي magnetic fused التي تهاجم كامل عرض العربة . نفس الأداة ستنشط أيضاً صمامات الألغام ذات قضيب الإمالة tilt-rod-fused التي توضع وتطرح بين مسار جنازير الدبابة . هذا القضيب منتصب عمودياً ومتصل مع قمة اللغم بهدف التشبث بالحافة الأمامية لهيكل الدبابة عند مرورها فوقه ، حيث يؤدى الميلان الحاصل إلى تحفيز وانفجار اللغم ، وهنا يأتي دور الأداة الموصولة بين المداحل لأداء نفس دور حافة هيكل الدبابة الأمامية .

هناك 6 تعليقات:

  1. لكن ما فعالية هذا النظام ضد العبوات الناسفة التى تفجر عن بعد مع العلم انها تكون مدفونة على عمق اكبر من الالغام و اقوى ؟

    ردحذف
    الردود
    1. نعم أخي .. هذه الأنظمة لها نواقصها بالتأكيد ، ومن المفيد التوضيح أن المداحل ورغم أنها تصمم لمقاومة انفجار عدة ألغام أرضية قبل الضرر ، إلا أن هذه القابلية محكومة ومعتمدة على حجم المادة المتفجرة في اللغم الأرضي . فالإنفجارات الكبيرة قد تحطم المدحلة والعربة أو تجرحان الطاقم على أقل تقدير .

      حذف
  2. ما هي اهميته او الفرق بينه وبين المحراث؟
    مثلا ما الفرق بين M1 Panther II و M1 ABV ؟

    ردحذف
    الردود
    1. راجع هذا الرابط أخي الكريم للفائدة ..

      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2013/10/blog-post_14.html

      حذف
    2. سأقرأه ولكن ما فائدة وجود المحراث في ظل وجود المدحلة او العكس ؟

      حذف
    3. خلاص عرفت ان كل نظام له سلبياته وايجابياته ولذلك ظهر نظامين مختلفين
      سؤالي الان ، هل من الممكن صنع نظام جديد يجمع بين المحراث والمداحل او بديل لهم بحيث تتلاشي سلبيات الاثنين فيه ؟
      سؤال اخر ، هل امريكا تطور صاروخ جديد افضل من M58 MICLIC ؟

      حذف