العقبــــات والنقائــــص التــــي واجهــــت أطقــــم دبابــــات الأبرامـــز
خلال حرب الخليج 1991
خلال حرب الخليج 1991
طبقاً لملاحظات القادة الميدانيين ، فإن الأطقم وموظفو الصيانة وكذلك تقارير الجيش الأمريكي للاستعداد العملياتي للدبابة أبرامز ، هذه جميعها أدت عملها بشكل جيد جداً في حرب الخليج الأولى 1991 ، واستقبلت لذلك درجات تقييم مرتفعة لعوامل : الثقة والاعتمادية reliability ، قابلية الحركة والتنقل mobility ، الخطورة ومعدل الفتك lethality ، وقابلية البقاء والنجاة survivability . الدبابة كانت قادرة على السير والمناورة عملياً على مختلف أنواع التضاريس الصحراوية ، بضمن ذلك الرمال الناعمة والمناطق الصخرية . وعلى الرغم من أن سرعة الأبرامز تفاوتت اعتماداً على المهمة والتضاريس ، فإن الدبابة طبقاً للقادة والأطقم أجبرت أحياناً كثيرة للتباطؤ وتخفيف السرعة للسماح بدعم العربات والمنظومات الأخرى المساندة واللحاق بها (باستثناء عربة Bradley القتالية) . محرك الدبابة كان خافت الصوت لحد كبير ، وكثيراً ما كانت الأبرامز تفاجئ خصومها بنيرانها قبل أن يدركوا أو يستشعروا وجودها . لقد اقترنت قابلية الدبابة وقدراتها مع مناظيرها الحرارية thermal sight التي مكنتها من الرؤية واكتساب الأهداف خلال الظلام والضباب والدخان ، واقترن النجاح بذخيرة جديدة مخترقة للدروع ، أثبتت قابليتها على تدمير الدبابات العراقية ووفرت عمليات قتل من الطلقة الأولى في أغلب الأحيان .. مع ذلك تعترف القيادة العسكرية الأمريكية بوجود بعض النقائص deficiencies التي أثرت على منظومة الأبرامز ، وعلى وجه التحديد ما يتعلق بمدى الدبابة العملياتي . هذه النقائص تمحورت حول (1) استهلاك الوقود العالي (2) مشاكل ثقة بنظام مضخات وقود الدبابة (3) الصيانة المتكررة لنظام ترشيح الهواء الخاص بمحرك الدبابة (4) قابلية منظومة السلاح على تمييز الأهداف identify targets وتعريفها على المديات البعيدة .
بالنسبة لجزئية الوقود يمكن القول أن محرك الدبابة AGT-1500 قادر على توفير 1500 قوة حصانية أو حوالي 23 حصان/للطن الواحد ، حيث تستطيع الدبابة أبرامز السير بسرعة 72 كلم/س على الطرق المعبدة ونحو 48 كلم/س على التضاريس الطبيعية . إن المحركات التوربينية توفر معدل تعجيل أعلى مع وزن أخف مقارنة بمحركات الديزل التقليدية بالإضافة إلى انخفاض بصمتها الصوتية ، لكنها في المقابل تواجه عائق رئيس يتمثل في استهلاكها المرتفع والعالي للوقود fuel consumption . فعلى خلاف محركات الديزل التقليدية ، التي يمكن أن تبطئ سرعتها والتوقف للمحافظة على الوقود من الاستنزاف عندما لا تكون الدبابة في وضع المسير ، فإن المحركات التوربينية تعمل وتشتغل بطاقتها القصوى على الدوام ، مما يؤدي إلى استهلاك مبكر للوقود . لقد اكتشفت أطقم الدبابات أمريكية M1A1 أثناء المناورات والتدريبات المثالية زمن السلم ، أن آلياتهم يمكن أن تشتغل وتعمل لمدة يوم واحد تقريباً مع حمولة وحيدة كاملة من الوقود ، مقَارنة إلى حوالي ثلاثة أيام للدبابة السابقة M60A3 . وبلغ معدل استهلاك وقود الدبابة M1A1 لكل ساعة نحو 10.8 غالون أثناء التوقف ، 44.6 غالون أثناء السير على الطريق و56-60 غالون خلال عبور التضاريس الطبيعية natural terrain (تثبيت محراث الألغام mine plow في مقدمة الدبابة يزيد من نسبة استهلاك الوقود بنسبة 25%) كما أن تشغيل التوربين لوحده يستهلك تقريباً 10 غالونات وقود . الحل الرئيس إلى مشكلة استهلاك وقود أبرامز كان في توفير دعم لوجستي كافي ومتلازم ، فكان أن تم توفير عدد 16 شاحنة نقل HHMTT لكل كتيبة دبابات أبرامز ، تحمل كل منها 2500 غالون وقود (عملية إعادة التزود بالوقود كانت تستغرق نحو 10 دقائق في الظروف المثالية) . لقد كان للدبابة M1A1 مدى طريق نظري لنحو 290 ميل ، مع معدل استهلاك مثالي للوقود يبلغ 1.8 غالون لكل ميل . لكن التجربة أثبتت أن المدى الفعلي والواقعي كان متغير جداً ، وأقل عادة مما هو مفترض ، لأن المحركات التوربينية تستهلك وقود أكثر أثناء توقف الدبابة من مثيلاتها محركات الديزل كما ذكر سابقاً (الدبابات الحديثة في معظمها لا تطفأ محركاتها عند التوقف والسكون بسبب حاجتها لإبقاء بطارياتها في طور الشحن charging batteries لتشغيل أنظمتها الكهربائية المختلفة ، بضمن ذلك نظام السيطرة على النيران وأجهزة الاتصال) .
لقد حدد استهلاك الوقود العالي High fuel consumption من مدى الدبابة الفعلي ، وأصبحت قضية إعادة التزود بالوقود ركيزة مهمة في التخطيط العملياتي لكافة مراحل الحرب الأرضية . خزانات وقود الدبابات أعيد تزويدها بالوقود في كل فرصة ممكنة لكي تبقي قدر الإمكان ممتلئة . قبل بداية الحرب الأرضية ، الوحدات المدرعة مارست عمليات التزود بالوقود خلال التحرك أو في الأعمدة والطوابير المنظمة . لكن عند بدء العمليات في منطقة الخليج العربي ، دعت خطط الجيش العملياتية بشكل عام للتزود بالوقود كل 3 إلى 5 ساعات . وعلى الرغم من أن هذه الجهود وفرت آلية تجهيز قصوى للوقود fuel availability ، إلا أن جميع أطقم دبابات الأبرامز تقريباً كانوا متفقين ويشعرون بالقلق تجاه استهلاك الدبابة العالي للوقود .
تبلغ قابلية الدبابة Abrams M1A1 على حمل الوقود تقريباً نحو 505 غالون (1911 لتر) ، وهذه مقسمة على أربعة خلايا وقود fuel cells رئيسة ، اثنتان أمامية وخليتين خلفيتين . خلايا الوقود الأمامية تجهز مثيلتها الخلفية بشكل تلقائي كلما استنفذت هذه محتوياتها . وخلال مراحل الحرب ، قامت إستراتيجية الجيش العامة بالنسبة للتزود بالوقود على تشغيل الدبابات أولياً من خلايا الوقود الخلفية . هذه الإستراتيجية كانت مستحقة جزئياً ، بسبب الوقت المستهلك والمهمة الصعبة لإعادة ملئ خلايا الوقود الأمامية . في الحقيقة حافة برج الدبابة أبرامز تمتد للخارج على منفذ الوقود الأمامي ، مما يجعل عملية الوصول لهذا المنفذ أكثر صعوبة . البرج يجب أن يعبر ويتحرك بعيداً عن منفذ الوقود fuel port لإعادة ملئ وتزويد الخلايا الأمامية بالوقود . وبالنتيجة فإن كمية الوقود في الخلايا الأمامية عينت وحددت كمصدر احتياطي للوقود ، وانصب الجهد الرئيس لتأكيد امتلاء خلايا الوقود الخلفية بشكل كامل دائماً . استهلاك الوقود العالي فرض إجهاد وضغط كبير على نظام التموين ، بحيث أصبحت هذه القضية الشغل الشاغل لمزودي الخدمة ومستغليها على حد سواء خلال عمليات عاصفة الصحراء 1991 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق