ترتيـــــــــــــب الـــــــــــدروع ومواضـــــــــــع
الهجــــــــــــوم
في منتصف الثمانينات تحدثت مصادر أمريكية عن إجراء الجيش هناك لاختبارات نيران حية للتحقق من جاهزية مقذوفاته من عيار 105 ملم تجاه الدبابات الروسية الأحدث آنذاك . فأجرى الجيش تجارب الرمي مع دباباته من طراز M1 التي كانت مجهزة آنذاك بالمدفع M68A1 عيار 105 ملم ، وهو ذات السلاح الذي يجهز سلسلة الدبابات M60 . وكم كانت صدمة الخبراء الأمريكان عندما اكتشفوا أن مقذوفات الطاقة الحركية M833 المجهزة بخارق من اليورانيوم المستنزف كانت عاجزة عن اختراق دروع القوس الأمامي لبرج النسخة التصديرية من الدبابة T-72 ، وإن هذه القذائف كانت قادرة فقط على النفاذ خلال دروع برج الدبابة الأقدم T-62 (القذيفة كانت قادرة على اختراق 420 ملم من التصفيح الفولاذي المتجانس من مسافة 2,000 م) . هذا الفشل والإخفاق من المدفع 105 ملم تجاه التهديد المحتمل للدروع المعادية ، كان الدافع الأبرز والأهم في قرار التعجيل بنشر العيار 120 ملم على كافة دبابات الأبرامز ، حيث كانت ذخيرة المدفع الجديد قادرة حسب رأي منتجيه على هزيمة ودحر قوس الحماية الأمامي لأبراج الدبابات الموجودة في الخدمة آنذاك وتلك التي قيد التطوير . أما لماذا تركيز البحث حول الهجمات التي تجيء من القوس الأمامي frontal arc وضمن قطاع 60 درجة تحديداً ؟؟ فذلك راجع لرؤية وتحليلات المنظرين العسكريين الذين يؤكدون أن قابليات التسارع والتعجيل التي تمتلكها دبابات المعركة الحديثة ، تتيح لها المناورة وإنجاز الضربات تجاه أهدافها من الأجنحة والمؤخرة حيث تكون سماكة التدريع أقل ما يمكن . لذا ، أطقم الدبابات مدربين بشكل عام عند مواجهة تهديدات مضادة للدبابات أو أثناء العمل في بيئات معادية ، على المحافظة على مقطع الدروع الأثخن والأسمك في مواجهة ذلك التهديد .
في الحقيقة دراسات عديدة تناولت مراتب ومواضع الهجوم المحتمل الذي من الممكن أن تتعرض لها دبابات المعركة الرئيسة MBT والعربات المدرعة الأخرى ، حيث تحدثت هذه وأكدت في معظمها أن مقطع القوس الأمامي ضمن 60 درجة هو الأكثر استهدافاً وتعرضاً للتهديد مقارنة بالمواضع الجانبية والخلفية (برج الدبابة هو أكثر أجزاء الدبابة عرضة للخطر ، كما أنه واحد من أهم أجزاء الدبابة لاشتماله على السلاح الرئيس وأجهزة الرؤية والتصويب) لذلك أستقطب هذا الموضع نسبة التصفيح والوقاية الأعظم مقارنة بالمواضع الأخرى من جسم الدبابة ، حيث مستوى أدنى من الحماية protection يكون أكثر قبولاً بسبب احتمالات الهجوم المنخفضة . وفي حين صممت ناقلات الجنود والعربات المدرعة خفيفة الوزن لكي تكون دروعها الأمامية مقاومة للمقذوفات الخارقة للدروع من عيار 12.7 ملم التي تطلق من مسافات قريبة نسبياً ، فإن المواضع الجانبية في هذه العربات مصممة على الأغلب فقط لتوفير الوقاية من مقذوفات خارقة عيار 7.62 ملم . عربات خفيفة أخرى صممت في السنوات الأخيرة لكي تكون منيعة على جبهة مقدمتها من مقذوفات العيار 14.5 ملم الثاقبة للدروع APالتي تطلق من مسافة قصيرة المدى ، لكن الدروع الجانبية كانت فقط كافية لمقَاومة ودحر العيار 12.7 ملم .
أما بالنسبة لدبابات المعركة الرئيسة ، فقد اشتمل بناءها العام على كتل تصفيح أكثر ثقلاً ، لكنها أيضاً موزعه ومرتبه بشكل غير متساوي أو منتظم ، فتدريعها الأمامي مصمم عموماً لمواجهة ودحر تهديدات بحجم مقذوفات سلاحها الرئيس الخارقة للدروع ، بينما دروعها الجانبية كانت فقط قادرة على مقَاومة مستويات أدنى بكثير من الهجمات . في بادئ الأمر وزعت دروع الدبابات بناء على اعتقاد تقديري وحدسي Conjectural تماماً ، لكن مع الحرب العالمية الثانية ، فإن اختلاف وتنوع اتجاهات الهجوم المحتمل كانت موضع تحليل كبير من قبل الكثير من الباحثين المتخصصين . وبالنتيجة ، فقد جرى توزيع احتمالات مواضع الهجوم ، والتدريع أو التصفيح الذي يمكن أن يجاريه ويقابله ، وقدمت على أساس مقداري .
أول الدراسات لتوزيع احتمالات الهجوم كانت قَد قدمت على ما يبدو العام 1943 في بريطانيا من قبل عالم الرياضيات J.M Whittaker ، عندما قسم محيط الدبابة لثمانية مقاطع قياس كل منها بزاوية 45 درجة ، وذلك بقصد تقييم فرص مهاجمة دبابة معركة من اتجاه معين . كانت الدراسة مستندة على فكرة بسيطة ، تفترض تقدم دبابة بسرعة ثابتة باتجاه صف معادي من الأسلحة المضادة للدبابات . إن خط حركة وانتقال الدبابة سيكون بشكل مباشر وعمودي نحو مواضع الأسلحة المضادة للدبابات ، والعدد الإجمالي للطلقات التي يمكن أن ترمى بشكل مؤكد ويقيني نحو واجهة الدبابة ، ستكون فوراً متناسبة مع الزمن الذي تكون فيه الدبابة عرضة ومواجهة للمدافع . ولقد وضع Whittaker فرضيات إضافية حول مدى المدافع المضادة للدبابات وقدرة إطلاقها من أي اتجاه ، وبلغ هذا النموذج التقديري توقعاته بأن الجزء الأكثر احتمالاً للضرب من جسم الدبابة يرتكز على مقطعها الأمامي frontal segment ، مع نسبة تعرض لا تقل عن 34% بالنسبة للزاوية 45 درجة ، وأكثر من ذلك عند زاوية 60 درجة .
وعلى الرغم من أن دراسة Whittaker كانت نظرية بشكل كلي ، إلا أنها أثبتت لكي تكون متوافقة مع سجل الضربات التي تحملتها الدبابات في شمال غرب أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية ، واستخدمت منذ ذلك الحين كقاعدة لتوزيع وترتيب الدروع حول الدبابة . حيث أدت مفاهيم واستنتاجات هذه الدراسة بشكل خاص ، لتركيز جهد التصميم وجعل الدبابات محصنة ضد الهجمات التي تجيء من القوس الأمامي frontal arc ضمن مقطع 60 درجة ، بعد أن أظهرت الدراسة أن 45% من الإصابات كان من المحتمل وقوعها ضمن هذا القوس .
جزاك الله خيرا استاذ انور على المعلومات القيمة
ردحذفطبعا توزيع الدروع على الدبابة يتبع لمهمة الدبابة او العربة هل هي للمناورة او للقتال المباشر او للالتحام مع الأهداف بشكل غير مباشر كما في المدافع المجنزرة او ذاتية الحركة
ان توزيع الدروع يظهر جليا في الدبابات الروسية الصنع
t-72 مثلا اضيفت الدروع عليها لمهمة القتال المباشر كونها mbt و زيادة تدريع البرج بالنسبة للقوس الأمامي ايضا بسبب كونه غرفة العمليات في الدبابة فكانت سماكته 240 مم فضلا عن طبقة الدروع التفاعلية المتفجرة المضافة مؤخرا
ولكن هناك نقطة حرجة في هذا الأمر و هي ان زيادة الدروع تكون على حساب قدرة المناورة و بالتالي اعطاء فرصة اكبر للاصابة بقذائف مضادة للدبابات
اذا على المصممين تحقيق التوافق بين قدرة المناورة و قوة التدريع
زيادة التدريع السلبي تتطلب عادة زيادة قوة المحرك لتعزيز عامل الحركية ، والموضوع كما تفضلت يتعلق بعامل الموازنة بين مقومات الدبابة الثلاث المعروفة .. عموماً الدراسة طويلة وبها الكثير من التفاصيل التي سأنشرها بكتابي القادم إن شاء الله .. تحياتي .
ردحذفلماذا لا يتم تصفيح الدبابة من الأسفل
ردحذفعامل الوزن دائما ما يكون حاضراً أخي عند تصميم عربات ودبابات المعركة الرئيسة .. فمع كل كيلوغرام تضيفة للتصميم ، فأنت تضيف المزيد من العبىء على حركية العربة . كما أن بطن الدبابة يعتبر من المواضع الأقل عرضة للهجوم .
حذفلماذا لا يتم ذكر قذيفة ال RPG ذات الأنف الطويل و التى رأيتها هنا فى أنواع قذائفه و أذكر أنها كانت تسمى T و كانت مكتوبه باللغة الانجليزية لا الروسية
ردحذفإذا لديك صورة للقذيفة برجاء عرض رابطها هنا للمعاينة .
حذف