رواج استخدام المدافـع عديمة
الارتداد خلال الصــراع الســوري
أستمر العسكريون ولمدة طويلة في انجذابهم لفكرة إلغاء الارتداد ، وقد جاء النجاح الأول مع القائد البحري الأمريكي Cleland Davis الذي قام العام 1912 بعمل سلاح يتكون من غرفة نار واحدة مرتبطة بسبطانتين متعاكستين ، حملت السبطانة الأولى القذيفة ، في حين يتم تعبئة السبطانة الثانية بوزن مكافئ من الشحم والقطن . وعند انفجار القذيفة المركزية ، يتم لفظ ejected كلتا الأحمال . ولكون الارتداد عنده نفس الكتلة والسرعة ، فقد ألغى أحدهم الآخر وسبطانة السلاح بقت ثابتة . المبدأ هو البساطة بحد ذاتها ، فلكل فعل ردة فعل مساوية لها في القوة ومضادة لها في الاتجاه (قانون نيوتن الثالث) ، وفي مدفع تقليدي يعبر هذا المبدأ عن نفسه بالارتداد ، ولكن ماذا لو كانت السبطانة مفتوحة النهايتين ، وأن قوة دفع القذيفة ، تطلق من إحدى النهايتين في حين تطلق القذيفة من الأخرى ، فلن يحدث ارتداد .
فكرة Davis تم تبنيها العام 1915 من قبل القوة الجوية الملكية البريطانية لتسليح الطائرات ، ضد المناطيد والغواصات ، ولكن هذه الأسلحة لم تسجل نجاح يذكر . وخلال حقبة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ، جرت محاولات لاستبدال الكتلة الصلبة التعويضية ، بهروب الغازات الدافعة من خلال صمام التنفيس ventilator وذلك لمنع الارتداد وتحقيق التوازن عند الرمي . وتم تحقيق نجاحات باهرة في مجال التخلص من آلية الارتداد الثقيلة والتي تتطلبها المدافع التقليدية . هكذا فإن القذيفة عندما تطرد من فوهة السبطانة ، وبدلاً أن يتبعها عصف مادة الدافع والغازات الساخنة الخارجة خلفها ، فإن جزء كبير من هذا العصف يخرج من الجهة الخلفية للسلاح ، وذلك لتحقيق زخم توجيه خلفي مساو ومعادل لزخم الاندفاع الأمامي للقذيفة . لقد كان العائق الأكبر الذي واجه المصممين كان وجوب إدخال شحنة دافعة أكبر بكثير مما هو مطلوب لسلاح تقليدي آخر مماثل ، وذلك بسبب توزيع ضغط الانفجار في اتجاهين متعارضين ، وبسبب الحاجة للسماح بخروج نحو أربعة أخماس الغاز الدافع من الجهة الخلفية للسلاح (أو ما يسمى بالعصف الخلفي black blast) لموازنة الارتداد وتحقيق كتلة المعادلة .
يبلغ وزن المدافع عديمة الارتداد نصف وزن المدافع التقليدية الأخرى ، بحيث جرى اعتمادها كأسلحة خفيفة مضادة للدروع محمولة على الأكتاف ، أو مثبتة على سيارات الجيب الخفيفة ، إلا أنه يعاب عليها إصدارها لصوت مرتفع جداً نتيجة الاندفاع السريع للغازات الخلفية (ينصح معها بارتداء سدادات إذن) مما يقلل اعتمادها كسلاح رئيس في بعض التضاريس ، كالحضرية على سبيل المثال . وعلى خلاف القاذفات الكتفية ، التي تطلق صواريخ مستقرة بزعانف من سبطانات ملساء smooth bore ، فإن الأسلحة أو المدافع عديمة الارتداد تشتمل على سبطانات محلزنة rifled ، وذخيرتها مشابهة لذخيرة المدفعية التقليدية ، من حيث طريقة العمل في جوف السبطانة (تكتسب القذيفة استقرارها من الدوران المغزلي في قلب السبطانة) ، فهي لا تواصل الاحتراق بعد خروجها من سبطانة السلاح كما هو الحال مع المقذوفات الصاروخية .
جزاك الله خير استاذ انور على المعلومات القيمة
ردحذفبرأيي أن أنظمة المدافع عديمة الارتداد يجب ان تنحصر فقط على انواع محمولة على الكتف او محمولة بواسطة شخصين او ثلاثة و هذا ما نراه في اسلحة rpg و spg-9 و b-10 و rbr 90 m79 الذي شاهدنا استخدامه مؤخرا
ان ما ذكرته انت عن استخدام هذه الاسلحة كميات اضافية من الحشوة يحول دون استخدامها في اسلحة التغطية و الدعم مثل فصائل المدافع التي تحتاج الى زخم ناري كبير
و بالأصل ان استخدام المدافع المغلقة في هذه المهمة ليس بالمشكلة كونها على الأغلب تكون مقطورة او ذاتية الحركة هذا اولا
ثانيا ان المدافع المغلقة قادرة على ايصال نيران بعيدة المدى لا تستطيع المدافع المفتوحة عديمة الارتداد ايصال نيرانها بنفس المدى
مشكور استاذ انور ونحن متابعون ابداعاتك ، ولكن عندي ملاحظة للأخ عبد الملك هذا السلاح لو كان هناك طاقم نشيط قادر على اعادة تذخيره بين 5-6 مرات في الدقيقة ، وبالتالي مهمته الأساسية تغطية المشاة في الميدان ، واستاذ انور ما هو موجود في سوريا سبطانة ملساء من عبار 82 ملم
ردحذفرغم جميع الملاحظات ، إلا أن من المفيد التوضيح أن في أواخر الستينات وأوائل السبعينات ، بدأت مرحلة الاستغناء الشامل عن أسلحة recoilless ، وذلك لصالح الصواريخ الموجهة سلكياً wire guided missiles التي انصب الاهتمام الأكبر على تطويرها وتفعيلها في دور مكافحة الدروع . والأسباب كثيرة وربما لا تخفى على القارىء ، أهمها عاملي المدى وقوة القتل .
حذفملاحظة .. إستاذي الفاضل لم أفهم هذه الجزئية من ردك "استاذ انور ما هو موجود في سوريا سبطانة ملساء من عيار 82 ملم" .. برجاء التوضيح .
ردحذفما اقصده هو بازوكا -10
ردحذفصراحة كنت اريد ان اسئلك سؤال خارج الموضوع هل هذا في المقطع في الدقيقة 2.30 ناتج عن ارتداد ضغط مدفع الدبابة ام ان الدبابة اصيبت بقذيفة؟؟
ردحذفhttp://www.youtube.com/watch?v=h_onQwD7DWw
الدبابة أصيبت بدليل التشظية التي تسببت في الخسائر البشرية .. عموماً عصف إطلاف المدفع الرئيس (وليس الإرتداد) يمكن أن يتسبب في تطاير الحطام والغبار ، لكنه لا يتسبب في حدوث تشظية كتلك البادية من شريط الفيديو .. تحياتي .
ردحذفشكراً على المعلومة الجديدة بالنسبة لتشظية القذيفة ، اعرف ما تقصده بالضبط ولكني لم اعرف التعبير بالعامية نقول ضغط ارتداد المدفع ، وفي الحقيقة هو ضغط خروج القذيفة من السبطانة باندفاع الحشوة الدافعة وخلق فراغ جوي ثم اعادة ملئه
ردحذف