دبابة رسمت مستقبلهـــا .. T-72M1 URAL
عاد مكتب موروزوف إلى كاركوف في أوكرانيا بتاريخ 13 نوفمبر العام 1951 ، هذا الانتقال كان جزء من محاولة توسيع قاعدة التطوير الهندسي لصناعة الأسلحة السوفيتية ، وبدأ موروزوف العمل بعد ذلك على دبابة أخرى من جيل جديد ، حملت التعيين Obiekt 430 ، وبالفعل تم إنتاج ثلاثة نماذج من الدبابة لتجري عليها الاختبارات في أرض كوبينكا العام 1958 . فريق صغير من المهندسين مكث في مصنع "أورال فاغن" Uralvagon (مؤسسة صناعات ثقيلة روسية تقع في نيزني تاغيل ، تعد من أكبر الشركات العلمية والصناعية في روسيا وأكبر مركز لتصنيع الدبابات في العالم) في منطقة الأورال وذلك لإدارة التطوير الآخر لدبابة T-54 ، الذي بدأ مع الدبابة T-55 . هذه البذرة والثمرة الأخيرة في الخمسينات نمت وأفرزت بالنتيجة عن مكتب تصميم دبابات جديد في نيزني تاغيل برئاسة المهندس الشاب "ليونيد كارتسيف" Leonid Kartsev ، الذي بدأ بمنافسة مكتب كاركوف الأصلي . هذا سمح لوزارة الدفاع السوفيتية لتوفير فرص منافسة أفضل competition بين مكاتب التصميم بدلاً من حالة الاحتكار التي وجدت أثناء وفوراً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .
وبينما كان موروزوف يحاول معالجة المشاكل مع دبابته T-64 ، فإن مكتب تصميم كارتسيفأجرى بعض التحويرات على دبابة T-55 لإسكان مدفع رئيس أملس الجوف من عيار 115 ملم مثل ذلك المثبت على الدبابة T-64 (مكتب التصميم كان يعمل على تجارب لأسلحة دبابة ملساء الجوف smooth-bore guns منذ العام 1953 ، حيث أثبتت هذه الأسلحة الجديدة تفوقها في الأداء على سبطانات المدافع المحلزنة) وكانت النتيجة دبابة T-62 أو Obiekt 166 التي بدأ إنتاجها في العام 1961 . ومع أن هذه الدبابة لم تكن تقدم مستويات حماية مدرعة أو تطور كما هو متاح للدبابة T-64 ، فإنها في المقابل كانت أكثر اقتصادية economical إلى التصنيع والإنتاج ، كما أنها كانت أفضل من ناحية الموثوقية والاعتمادية . وهكذا ، ونتيجة للإخفاقات المستمرة للدبابة T-64 ، فقد أصبحت الدبابة T-62 الأسهل والأقل كلفة والأكثر تصنيعاً في الاتحاد السوفييتي خلال الستينات .
في شهر أغسطس من العام 1967 ، أبلغ مصنع أورال فاغن بوجوب الانتقال والتحول من صناعة الدبابة T-62 إلى الدبابة T-64A مع العام 1970 . مغايران تم تصورهما ، الأول هو النسخة الأساس T-64A بمحركها الديزل 5TDF ذو المشاكل المقلقة لمستخدميه ، والمغاير الآخر هو نسخة "التعبئة" mobilization بمحرك ديزل تقليدي هو ذاته المستخدم على الدبابة T-62 ، وقصد من ذلك توفير بديل رخيص في حالة الحرب . مكتب تصميم كارتسيف كان يأمل بتطوير منافس للدبابة المثيرة T-64A لكن طلبه قوبل بالرفض بحزم من قبل موسكو ، وواصل الرئيس السياسي لصناعات الدفاع السوفييتية آنذاك "دمتري أستينوف" Dmitriy Ustinov دعم المشروع الرائع المقبل T-64A كطريق لمستقبل القوات المدرعة السوفييتية (بعد وفاة ستالين في مارس 1953 ، وزارة الأسلحة دمجت مع وزارة صناعات الطائرات ، ليصبح في النهاية اسمها وزارة صناعات الدفاع ، حيث عين أستينوف كأول رئيس لهذه الوزارة الجديدة) .
وعلى الرغم من تفضيل أستينوف المستمر لخيار مكتب كاركوف ، إلا أن وزير صناعات الدفاع آنذاك S. A. Zverev كان معجب بظاهرة وقابليات الملقم الآليالخاص بمصممي أورال فاغن، فأمر مكتب كارتسيف في 5 يناير العام 1968 الاستمرار في العمل على نموذج دبابة التعبئة T-64A مع نسخته الخاصة من الملقم الآلي ومحرك الديزل المحسن V-45 مع تخفيض الكلف لنحو النصف . هذه النسخة عينت Obiekt 172 وحملت الاسم الرمزي "أورال" Ural ، وشملت هيكل وبرج T-64A معاد تشكيلة وتصميمه لاستقبال الملقم الآلي الجديد ومحرك دافع أرخص كلفة . نموذجان Obiekt 172 أكمل تصنيعهما في نهاية صيف العام 1968 ، مستخدمين عدد كبير من مكونات خط إنتاج الدبابة T-64 ، بضمن ذلك نظام التعليق ، لحد تشبيه الدبابة آنذاك بشكلها الظاهري مع T-64A . وبدأت اختبارات الجيش على الدبابة المعدلة Obiekt 172 أولاً في نهايِة العام 1968 في موقع كوبينكا Kubinka . التصميم عرض لتجارب ميدانية في الأحوال الجوية الحارة ، بشكل أكبر تلك التي أجريت في آسيا الوسطى في صيف 1969 . الاختبارات قبل النهائية للإنتاج أجريت في منطقة "ترانزبيكال" Transbaikal شمال الصين العام 1971 . هذه التجارب كشفت أيضاً عن عدد من عيوب التصميم design flaws ، لكن نتائج الاختبارات كانت واعدة بما فيه الكفاية لمصممي أورال فاغن للتصديق على بناء عدد 20 نموذج (مع ذلك ، الترس الدوار running gear الحساس والملحق بنظام نقل الحركة في الدبابة T-64A بقى مصدر المشاكل الميكانيكية) ومنح فريق التصميم جائزة سوفييتية رسمية رفيعة المستوى في العام 1974 لنوعية الجهد المبذول .
بفضول بما فيه الكفاية , معركة مماثلة نشبت في لينينغراد Leningrad نتيجة الخطط لتحويل المصنع هناك إلى إنتاج الدبابة T-64A . الاقتراح والحل البديل هنا كان في التفوق على تصميم كاركوف وتبنى محرك توربيني غازي gas-turbine أكثر قوة . في النتيجة ، وبحلول العام 1971 صناعة الدبابات السوفيتية كان لديها ثلاثة نماذج دبابات قياسية جديدة ، الأصلية T-64A ، والنموذجين المشتقين الجاهزين للاختبارات ، Obiekt 172M (T-72) وObiekt 219 (T-80) . وفي صيف 1972 ، دفعة إنتاج ابتدائية من 15 دبابة للنموذج Obiekt 172M تم استكمالها في نيزني تاغل ، وأخضعت هذه إلى اختبارات ميدانية قاسية استمرت حتى شهر أكتوبر من ذات العام . عموماً ، الجيش كان معجب جداً بمتانة وقوة نيران هذه الدبابة . من جانبه ، الرئيس السياسي لصناعات الدفاع استينوف واصل معارضة إنتاج دبابة أورال فاغن ، إلا أن قادة الجيش واصلوا الضغط لصناعتها نتيجة التردد وعدم الثقة بقدرات T-64A وكذلك عدم نضوج مشروع الدبابة الجديدة Obiekt 219 (T-80) . لحل المسألة وتجاوزها ، طلب الكرملين تكوين لجنة خاصة تحت إشراف النائب الأول لوزير الدفاع ، المشير Ivan Yakubovsky (حاصل على لقب بطل الإتحاد السوفييتي مرتين ، وعمل كقائد عام لقوات حلف وارسو حتى العام 1976) ، وعند هذه المرحلة ، دفعة إنتاج أخرى للدبابة Obiekt 172M أكمل تصنيعها ، ومعها تم تجاوز أغلب المشاكل التي ظهرت في اختبارات العام 1972 ، حيث أجريت التعديلات اللازمة ، وصدر التفويض ببدء الإنتاج . في تاريخ 7 أغسطس من العام 1973 تم قبول النسخة Obiekt 172M في الخدمة لدى القوات المسلحة السوفييتية كدبابة قياسية تحت اسم T-72 . في العام 1975 أطلق على الدبابة تسمية T-72 Ural بعد تصنيعها في منطقة جبال الأورال (اسم أورال Ural الرمزي اختير عن عمد لتذكير الجيش بأن الدبابة قَد طورت من قبل مجموعة نيزني تاغيل الواقعة في منطقة جبل أورال الروسية ، وليس في مكتب كاركوف في أوكرانيا) . سلسلة الإنتاج الأولية من 30 دبابة أكملت بنهاية العام 1973 ، مع عدد 220 أخرى تم أكمال إنتاجها في العام 1974 .
مرت الدبابة T-72 بالتطويرات المستمرة أثناء مراحل إنتاجها ، فسلسلة الإنتاج الثانية Obiekt 172M sb-1A دمجت عدة تغييرات بسيطة ، بحيث يمكن تمييزها عن سلسلة دبابات الإنتاج المبكر بتغيير ضوء الكشاف تحت الأحمر من طراز L2AG Luna ونقله من الجانب الأيسر إلى الجانب الأيمن من السلاح الرئيس . كذلك هوائي الراديو radio antenna تم نقله من أمام محطة القائد للجهة الخلفية . ووضع المزيد من علب التخزين الخارجية حول البرج . هذه النسخة دعيت أحياناً T-72 Ural-1 نموذج 1976 ، وكانت في سلسلة إنتاج نيزني تاغيل منذ العام 1974 .
النسخ الأصلية للدبابة T-72 التي ظهرت خلال العام 1977 ، استخدمت درع مكسو ومؤلف من ألواح فولاذية متعددة في المقدمة المائلة للهيكل glacis plate ، كما كان لديها برج فولاذي تقليدي كامل الصب . صفيحة الهيكل الأمامية المائلة شملت طبقة أولية بسماكة 80 ملم من الفولاذ عالي الكربون ، تتبعها طبقة بسماكة 105 ملم من GRP (اللدائن المسلحة بألياف زجاجية أو stekloplastika) تحمل ربع كثافة الفولاذ . وأخيراً طبقة بسماكة 20 ملم من الفولاذ عالي الكربون . الدبابات المعاصرة T-64 ومغايرها T-64A ، استخدمت أيضاً درع مؤلف من ألواح فولاذية متعددة في مقدمة الهيكل المائلة glacis plate ، لكن بدلاً من البرج الفولاذي التقليدي ، هي جهزت ببرج مع تدريع خاص ، الذي كان لديه تجويف كبير في الجبهة على جانبي السلاح الرئيس ، ملأ بالألمنيوم aluminum . البرج الفولاذي للدبابة T-72 كان يتحصل على قابلية مقاومة أفضل لنحو 2% تجاه هجمات المقذوفات APFSDS ، بينما برج T-64A كان يمتلك نحو 10% من هذه القدرة تجاه هجمات الشحنات المشكلة shaped-charge . على أية حال ، اختبارات إطلاق النار كشفت بأن فائدة حماية T-64A الظاهرة أقل من تلك الحقيقية ، لأن بعد ضرب التجويف بقذيفة مفردة فإنه يميل إلى التشوه وفقدان فائدته الوقائية . الجيل القادم من الدروع الخاصة استخدم المجموعة كي Combination K أو طبقة خزفية مقحمة في تجاويف البرج . هذا الترتيب الإبداعي طور من قبل معهد البحث العلمي للفولاذ NII Stali ، واستخدم كرات خزفية في مصفوفة ألمنيوم . وعلى الرغم من أن هذا الإبداع قصد منه تعزيز حماية الدبابة T-64A في نسخ العام 1975 ، إلا أنه كان صعب الإنتاج واستبدل لاحقاً بنسخة معدلة تستخدم مادة خزفية متطرفة (ultrafarforov) على هيئة قضبان خزفية بدلاً من الكرات ، تسمى أحياناً دروع "قضبان الرمل" sandbars .
الجيل الثالث لدبابات T-72 قدم شكل برج محسن جوهرياً عما سبق ، من خلال صفائح دروع متعددة بالإضافة إلى تحسينات في التصفيح الفولاذي المتعدد لمقدمة الهيكل المائلة glacis plate . رفعت إضافات الدروع الجديدة من وزن العربة لنحو ثلاثة أطنان ، مما تطلب معه توفير محرك ديزل أكثر قوة من نوع V-84 . هذه التحسينات دفعت بقوة نتيجة الدروس العديدة المستقاة والمستفادة من حرب لبنان 1982 ، عندما زودت سوريا الإتحاد السوفيتي ببعض الدبابات الإسرائيلية المأسورة وذخيرتها ، على وجه التحديد دبابتي M48A5 مع ذخيرتها الحركية الجديدة المثبتة بزعانف APFSDS من نوع M111 ، أرسلوا جميعاً إلى أرض الاختبارات في منطقة "كوبينكا" Kubinka قرب موسكو لإجراء التجارب .المهندسون السوفيت صدموا لاكتشافهم أن قذائف M111 كانت قادرة على اختراق دروع الحافة الأمامية متعددة الطبقات لهيكل الدبابة T-72 ، هذا الأمر قاد إلى سلسلة من التحسينات إلى دروع الدبابات T-64 ، T-72 وT-80. دخلت هذه النسخة الجديدة مرحلة الإنتاج في العام 1985 تحت مسمى T-72B وT-72B1 ، وأضافت عند دخولها العديد من التعديلات البسيطة الأخرى لعائلة T-72 ، مثل إحلال عجلات طريق جديدة مع عدد ستة انبعاجات أو فجوات indentations داخلية لكل إطار ، بدل ثمانية كما هو معتاد في نسخ الدبابة السابقة . دفعات الإنتاج الأولية كان لديها نظام مفرغات دخان من نوع 902 Tucha A ، مصعدة على مقدمة البرج كما هو الحال مع الدبابة T-72A ، لكنها لاحقاً تحركت إلى جانبي البرج .
موضوع جيد. ربما القارئ سوف يتيه بين المسميات المختلفة لكامل النسخ للدبابة تي-72 , لكن اكثر الكتب والمنشورات غير واضحة في هذا المجال. التجارب التي اجريت على قذائف ال M-111 بينت ان برج الدبابة T-72A منيع ضد المقذزفات عيار 105 مم , الا ان مقدمة البدن المنحنية اظهرت بعض الضعف ضد هذا النوع من القذائف لذا تم تعزيز مقدمة البدن للنسخة T-72A بصفيحة فولاذية بسمك 16مم . اما الدبابة T-72B فهي جيل جديد و متطور بحيث انها لم تعد تملك الدروع الموجودة في النسخ السابقة بل باتت تحتوي على نوع جديد من لدروع عالي الكفائة وهي بالمناسبة اول دبابة روسية قرر تعزيز دروعها بالدروع التفاعلية الانفجارية وهي على طاولة التصميم.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف