الصفحات

29‏/9‏/2013

لمن يتحدثون عن نهاية عصر الدبابات ..

لمن يتحدثون عن أفول نجم ونهاية عصر
دبابـــــــــــــــــــات المعركــــــــــــــــــــة الرئيســـــــــــــــــــة
يبدو أن دبابة المعركة الرئيسة MBT ستظل في حاجة دائمة لإثبات وتأكيد سيادتها على ساحة المعركة ، وعلى أنها مازالت سيدة الموقف وعنصر الحسم النهائي في القتال . إذ يبدو أنها ورغم ثقل وزنها وقوتها النارية الهائلة وهديرها المرعب مازالت تبدو بنظر نقادها على الأقل ناعمة وهشمه وسريعة العطب ، وما أن يظهر سلاح جديد مضاد للدبابات ، حتى يتلقفه أولئك النقاد ويبذلون كل ما يستطيعون من الجهد في الدفاع عنه وترويجه ، وليؤكدوا من جديد ما سبق لهم تكراره مرات عديدة عن نهاية الدبابة وأفول نجمها وعدم جدواها في أي قتال . أما إذا كان الخطر القادم متمثل في أحد منتجات الجيل الجديد من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ، فما أسرع النقاد للإعلان عن ضرورة الاستغناء نهائياَ عن الدبابة ، ومن أن الوقت قد حان لإيداعها في متحف الأسلحة البائدة . الصور للأسفل تعرض ما نتحدث عنه مع التعليق ..



 دبابة تابعة للجيش النظامي السوري من طراز T-55 مزودة بدروع تفاعلية متفجرة ، تبدو في الصورة وهي تقف في موضع مستتر نسبياً ، وهي تدير مدفع بشكل جانبي للبحث عن هدف مجزي تشاغله بنيرانها .



تتعرض الدبابة للرصد والهجوم من قبل مقاتلي المعارضة المسلحين بأنظمة متنوعة مضادة للدروع . يشاهد المقذوف وهو يندفع من بين الركام باتجاه الدبابة المتوقفة . 



إصابة مباشرة لمؤخرة البرج الجانبية ، وفي المنطقة الضعيفة الخالية من قراميد الدروع المتفجرة التي تغطي عادة القوس الأمامي والجانبي للبرج وهيكل الدبابة .




الثقب الذي أحدثه نفاث الشحنة المشكلة وكمية الدخان الأبيض تدل على حدوث الضرر للهدف .. لكن المفاجأة !!



تكمل الدبابة عملها وتطلق نيران مدفعها باتجاه هدف ما ، ثم يستدير البرج للبحث عن مصدر الهجوم .. حجم الأضرار الداخلي هنا على الأرجح كان مقنناً ، وللحد الذي مكن أفراد الطاقم أو بعضهم مواصلة العمل .

رابط الفيديو
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=YXpQpU27LnY

24‏/9‏/2013

الصاروخ الروسي AT-3 Sagger .

الصـــــــــــاروخ الموجــــــــــــه المضـــــــــــــاد للـــــــــــدروع
 AT-3 Sagger


 
أحد أبرز صواريخ الجيل الأول التي سجلت حضوراً مميزاً في العديد من الصراعات ، السوفييتي Malyutka والذي أطلق عليه الغرب عند ظهوره اسم AT-3 Sagger . وهو بالمناسبة أول صاروخ سوفييتي موجه مضاد للدروع يمكن نقله من قبل الأفراد man-portable . أنتج هذه الصاروخ بشكل موسع خلال حقبة الستينات والسبعينات ، حتى بلغ عدد الوحدات المنتجة منه نحو 25.000 صاروخ في السنة ، وجرى تعميمه على الكثير من الوحدات السوفييتية العسكرية آنذاك ، كما صدر إلى بلدان حلف وارسو وحلفاء الإتحاد السوفييتي ، حتى أصبح رمزاً من رموز صادرات الأسلحة السوفييتية . بدأ العمل على تطوير هذا السلاح في شهر يوليو من العام 1960 في مكتب التصميم الهندسي Kolomna بقيادة مصمم الصواريخ الشهير Sergey Nepobedimy . التطوير استند على نسخ غربية من الصواريخ المضادة للدروع الموجهه ، مثل الفرنسي Entac والألماني Cobra . الاختبارات الأولية أكملت في 20 ديسمبر من العام 1962 ، ودخل الصاروخ الخدمة في 16 سبتمبر من العام 1963 . يحمل الصاروخ في حقيبة خاصة ، والتي تعمل أيضاً كمنصة للإطلاق . ويتكون الصاروخ في هذه الحقيبة من جزأين ، الرأس الحربية ذو الشحنة الجوفاء والصمامة الكهربائية ، ووزنهما الإجمالي 3 كيلوجرام ، والجزء الثاني خاص بجسم المحرك الصاروخي والذيل بزعانفه الأربعة وبكره السلك ، ويزن 12 كيلوجرام (الكثير من أجزاء الصاروخ بما في ذلك الهيكل والزعانف صنع من مواد لدائنية بهدف تخفيض الوزن) .


يتم توجيه القذيفة بواسطة مقود صغير joystick (يحمل التعيين 9S415) والذي يتطلب تدريب متواصل ومركز من المشغل ، وعن طريقه يتم إرسال أوامر التوجيه بواسطة ثلاثة أسلاك نحاسية خلفية ذات طلاء عازل بسماكة 0.12 ملم لكل منها ، تنحل من مؤخرة الصاروخ . وقبل الإطلاق يتوجب وضح الحقيبة على أرض صلبة ، ورفع الصاروخ لزاوية مقدارها 30 درجة لمنعه من الاصطدام بالعوائق أو الأرض ، ويقوم المعجل booster بدفع القذيفة بسرعة طيران تبلغ 110 م/ث ، مع 8.5 دورة في الثانية ، حيث يستطيع الصاروخ قطع مداه الأقصى البالغ 3000 م في 30 ثانية . يستخدم الصاروخ جيروسكوب gyroscope صغير في المؤخرة لغرض تكييف جسم الصاروخ بالنسبة للأرض ، لذلك يحتاج الصاروخ بعض الوقت لاستعادة توجيهه نحو الهدف ، هذه المسافة تتراوح بين 500-800 م ، وقبل هذه المسافة لا يستطيع الصاروخ عملياً الاشتباك مع الهدف . بالنسبة للأهداف التي يقل مداها عن 1000 م ، يستطيع الرامي أو المشغل توجيه الصاروخ بالعين المجردة ، أما عندما يتجاوز الهدف هذه المسافة ، فعلى المشغل استخدام منظار بيرسكوبي periscope sight من نوع 9Sh16 وبقوة تكبير 8× مع حقل رؤية حتى 22.5 درجة . فيحافظ على الهدف متطابقاً مع شعيرات البيرسكوب المتصالبة ، ويحرص على توجيه الصاروخ نحو الجزء العلوي من دبابة العدو ولا يوجهه للأسفل إلا في الثواني الخيرة . ويظهر الصاروخ داخل البيرسكوب على شكل نقطة مضيئة ، وذلك لوجود شعلة ملاحة في مؤخرة الصاروخ تعمل ككاشف لسهولة التتبع . وبينما قدرت بعض المصادر قدرات الصاروخ على الإصابة بنحو 60-90% تجاه الأهداف الثابتة ، فإن مصادر أخرى حددت هذه النسبة عند المدى الأقصى للصاروخ بنحو 25% وحسب الظروف المحيطة بعملية التصويب والتوجيه ، وكذلك خبرة المشغل . وهذه الجزئية الأخيرة على درجة عاليه من الأهمية ، فقد أثبتت الاختبارات أن المشغل يحتاج لنحو 2300 عملية إطلاق نار في المحاكي simulated ، ليصبح بارع وماهر في عملية التوجيه وإصابة أهدافه (بمعدل 50-60 عملية إطلاق أسبوعياً) .


عانى هذا الصاروخ من عيبين رئيسين ، أولهما المتعلق بمدى الاكتساب الأدنى minimum range والمحصور بين 500 و800 م (الأهداف الأقرب لا يمكن أن تشاغل عملياً) ، وثانيهما المرتبط بمقدار الوقت الذي يستغرقه الصاروخ بطيء الطيران للوصول لمداه الأقصى ، والذي يبلغ نحو 30 ثانية ، مما يوفر للهدف المعادي فرصة اتخاذ الإجراء الملائم للمناورة ، أما بالتراجع والانضواء خلف عقبة/تله ، أو إنشاء ستارة دخان smoke-screen ، أو حتى بالرد وإطلاق النار على المشغل ومنصة إطلاق الصاروخ . نسخة السلاح المنقولة بواسطة الأفراد في الجيش السوفييتي نشرت كجزء من تجهيزات الفصائل المضادة للدبابات التابعة لكتائب المشاة الميكانيكية . كل فصيل كان لديه حظيرتي صواريخ ساغر ، كل منهما مع فريقين . كل فريق كان يتحصل على وحدتي إطلاق قاذفة . كل مساعد مدفعي في كل فريق يعمل كرامي RPG-7 ، وذلك بسبب الحاجة لتغطية مسافة المنطقة الميتة البالغة 500 م المثارة بواسطة المدى الأدنى للصاروخ .

22‏/9‏/2013

الأنظمة المتقدمة للسيطرة على النيران .

الأنظمــــــــــة المتقدمــــــــة للسيطــــــرة علــــــــى النيــــــــران 
Fire Control System
 

السيطرة والتحكم بالنيران هو علم معادلة وتعويض offsetting اتجاه نيران السلاح من خط البصر إلى الهدف بغرض إصابة هذا الأخير . إن زاوية التعديل تدعى في الغالب بزاوية التنبؤ أو التكهن prediction angle . وبمعنى آخر ، الزاوية بين خط البصر (الخط من منصة السلاح إلى الهدف لحظة إطلاق النار مباشرة) وخط السلاح واصطفافه (امتداد محور السلاح) . حيث تشكل حالة التنبؤ أفضل حل إلى مشكلة السيطرة على النيران وذلك بالاستفادة من المعلومات المتوفرة (زاوية التنبؤ منجزة كمحصلة لمعادلة وموازنة عوامل الارتفاع وزاوية السمت) .. بالطبع قضية التنبؤ مرتبطة لحد كبير ورئيس بالعوامل التي تؤثر على حركة المقذوف الداخلية منها والخارجية . وفي حين تتضمن العوامل الخارجية عناصر مثل الجاذبية الأرضية gravity والوسط الجوي air medium الذي يتطلب من المقذوف الطيران والتنقل خلاله ، فإن العوامل الداخلية تتضمن توزيع كتلة المقذوف ، الشكل ، الحجم ، والسرعة الأولية أو الابتدائية initial velocity . 


لقد أدى التقدم في علوم الليزر والكهروبصريات electro-optical والالكترونيات الدقيقة في السنوات الثلاثون الماضية إلى إرساء قواعد تقدم شامل في أنظمة السيطرة على نيران Fire Control System لدبابات المعركة الرئيسة . لقد جاء هذا التقدم في الوقت المناسب ، إذ أن تحليل معارك الدبابات التي جرت خلال السنوات الماضية ، وخصوصاً تلك التي جرت في الشرق الأوسط ، أوضحت أن النصر كان دائماً حليف من يمتلك أسلحة متفوقة ، تديرها أطقم جيدة التدريب . وأن نظام التحكم بالنيران هو القاسم المشترك بين الطاقم والقذيفة والمدفع ، التي يربطهما جميعاً في علاقة تكتيكية فعالة لتحصيل الدقة accurately .. إن اكتساب الهدف والدقة هما من الأهمية مثلما هي القدرة على الاختراق لمقذوف منفرد مضادة للدروع . وهنا أيضا تتوفر التقنية للتطوير ، ويتم دفعها (أي التقنية) بقدر ما تسمح به الكلفة . وعلى أي حال فقد قدر بأن كلفة منظومة حديثة للسيطرة على النيران FCS ، التي تستخدم محدد مدى بأشعة الليزر ومسدداً للمدفع يعمل بمعونة حاسب بالستي ومنظار قائد الدبابة يشتمل على أحدث معدات الرؤية والتصوير الحراري ، قد تبلغ نحو 10-15% من مجموع كلفة دبابة معركة رئيسة . إن مثل هذه المنظومات الحديثة توفر فرصة كبيرة لإصابة أهداف لها أبعاد الدبابة من مسافة 3000 م ، وبنسبة دقة تصل إلي 70-80% أو أكثر ، سواء كان الهدف ثابتاً أو متحرك .


وبشكل عام يعتمد الاستخدام الفعال لأسلحة الدبابة لحد كبير على قدرة طاقمها على إستمكان واكتساب الأهداف المعادية Target acquisition ، وبعد ذلك مشاغلتها والاشتباك معها ، مع احتمالية مرتفعة لإصابتها  وتدميرها في الحد الأدنى من الزمن . إن معظم منظومات الاكتساب البصرية مصممة أساساً للاستخدام من قبل قادة الدبابات الذين يضطلعون عموماً بمسؤولية اكتساب الأهداف الميدانية وتعيينها . ويمكن لعملية اكتساب الأهداف أن تتضمن بشكلها العام ثلاثة أنشطة متعاقبة ، الأولى تتعلق بالكشف detection ، أو إدراك حضور وتواجد هدف محتمل على مقربة نسبية من الدبابة الراصدة .. الأمر الثاني يتحدد بالتعريف recognition ، أو رؤية الهدف المكتشف مع القدرة على تمييز ماهيته بشكله العام ، مثل دبابة ، عربة مدرعة أو شاحنة .. النشاط الثالث يتحدث عن التحقق من الهوية realization ، على سبيل المثال ، الهدف الذي تم رصده ليس مجرد دبابة ، لكن نوع معين ومحدد من الدبابات .. مع هذا التدرج ، يمكن اعتبار النشاط الثالث على درجة كبيرة من الأهمية لتقرير سواء أكان الهدف المكتسب معادي أم صديق قبل الشروع في عملية الاشتباك والمشاغلة engagement (في العديد من الحالات ، يتم اكتشاف الأهداف وتمييزها سريعاً في منطقة أو اتجاه معين ، فيتم التعامل معها واستهدافها فوراً على أنها هدف معادي ، دون الحاجة لتتبع أنشطة اكتساب الهدف سابقة الذكر) . وفي شكله الأسهل ، يمكن اكتساب الأهداف من قبل أطقم الدبابات التي تطل برؤوسها من خلال الكوات المفتوحة في البرج ، والبحث أو تحديد الأهداف مع أو بدون مساعدة مناظير الرؤية المزدوجة .


18‏/9‏/2013

صمامات قذائف المدفعية وآلية العمل .

صمامــــــات قذائــــــف المدفعيـــــــــة وآليـــــــــــة العمــــــــــل



تشتمل قذيفة المدفعية في بنائها العام على أربعة مكونات رئيسة هي صمام التفجير  fuze + المقذوف projectile + شحنة الدافع propellant + بادئ الاشعال primer . مصطلح الصمام يشير إلى تجهيز أو أداة التي تتسبب في شروط معينة على تحفيز شحنة المقذوف الداخلية على الانفجار ، وهي عادة ما تحتوي على آلية للتسليح وأخرى للأمان ، مصممة لحماية المستخدم من الانفجار المبكر أو العرضي . صمامات الذخيرة بشكل عام قد تحتوي فقط على العناصر الإلكترونية أو الميكانيكية الضرورية لتحفيز أو تشغيل المفجر detonator ، لكن بعض الصمامات تحتوي كمية صغيرة من المادة المتفجرة الأساسية لبدء التفجير . وبالنسبة لذخيرة المدفعية ، هناك أربعة أنواع مشهورة عنها (a) الصمام الارتطامي أو التصادمي impact fuze (b الصمام الزمني الميكانيكي mechanical time بما في ذلك النوع المنفجر في الجو (c) صمام المجس التقاربي proximity sensor بما في ذلك النوع المنفجر في الجو (d) الصمام الزمني الإلكتروني electronic time بما في ذلك النوع المنفجر في الجو . معظم هذه الصمامات مثبتة في المقدمة الطرفية لقذيفة المدفعية ، في حين استخدمت صمامات القاعدة في القذائف المضادة للدروع ، خصوصاً مع النوع ذو الرأس المهروس HESH أو HEP . الصمامات التصادمية لا تزال مستخدمة في الكثير من الجيوش كتجهيز قياسي للقذائف شديدة الانفجار . عملها الأساس يقوم على سرعة الاستجابة وتفجير شحنة القذيفة عند الارتطام السريع جداً بالسطح المناسب (لذا يطلق عليها أحياناً مصطلح الصمامات الطرقية percussion fuzes) 


أنواع أخرى من الصمامات يمكن أن تلائم إلى القذائف شديدة الانفجار مثل المنفلقة/المنفجرة بالجو Airburst fuzes والتي هي عبارة عن أداة لتفجير قذيفة المدفعية في الجو مثل النوع المضاد للأفراد في الهواء بدلا من ضرورة الاتصال والارتطام بالأرض أو الهدف . إن الفائدة أو الميزة العسكرية الرئيسة للانفجار الجوي مقارنة بانفجار القذيفة الأرضي هو أن طاقة الانفجار explosion energy (بالإضافة إلى أجزاء وشظايا القذيفة) ستوزع بانتظام أفضل على منطقة محيطة أوسع . الذخيرة المنفجرة في الجو مستخدمة أساساً ضد المشاة في العراء أو الأهداف غير المدرعة ، وبينما ناتج شظاياها سيغطي منطقة كبيرة لكنه سوف لن يخترق الدروع  أو التحصينات الأرضية . الصمامات المنفلقة أو المنفجرة في الجو استخدمت أيضاً في الغالب مع ذخيرة الشحن cargo munitions ، على سبيل المثال قذائف الإضاءة والدخان وكذلك مع الذخيرة العنقودية cluster munitions التي أصبحت عنصر اهتمام واقتناء رئيس خلال الحرب الباردة . كما أنها استخدمت بشكل دائم تقريبا مع ذخيرة المدفعية المضادة للطائرات . وقبل الاطلاق مباشرة كان يجب تحديد وقت التشغيل running time الخاص بزمن تحفيز هذا النوع من الصمامات ، باستخدام إما مفتاح/مفك خاص أو بواسطة محدد صمام مسبق الضبط setter preset .


الأنواع المبكرة من صمامات الانفجار بالجو استخدمت مؤقتات اشعال igniferous timers ، التي استمر استخدامها حتى النصف الثاني من القرن العشرين . أما بالنسبة للصمامات الزمنية الميكانيكية ، فقد ظهرت في فترة مبكرة من القرن الماضي وتطلبت وسائل أو آليات خاصة لتشغيلهم . منها آلية Thiel نسبة إلى مصمم ومصنع الساعات الألماني George Thiel وشقيقه Christian والتي استخدمت نابض وميزان أو أداة معايرة ساعة تقليدي (بمعنى آخر : آلية ساعة) . نوع آخر يدعى Junghans (نسبة لمنتج الساعات الألماني Erhard Junghans) نزل إلى السوق أولاً العام 1905 واستخدم آلية التروس مع قوة الطرد المركزية . واستخدمت أنواع أخرى قوة الطرد المركزية والكرات كما في صمامات Dixi . ومنذ العام 1980 ، بدأ استعمال الصمامات الزمنية الإلكترونية كبديل عن الأنواع الميكانيكية في ذخيرة الشحن . إن من مساوئ الصمامات الزمنية الميكانيكية الرئيسة أنها تطلبت حساب دقيق لوقت دورانهم وتشغيلهم running time ، الذي تأثر بظروف عمل واستخدام الذخيرة في الشروط غير القياسية . فمع القذائف شديدة الانفجار المتشظية ، والتي تطلب الأمر انفجارها فوق سطح الأرض بمسافة 6-9 م ، نجد أن القذيفة المجهزة بهذا النوع من الصمامات كانت ترتطم بالأرض في أحيان كثيرة أو أنها تنفجر عالياً جداً . 


الصمامات التقاربية proximity fuzes هي صمامات تفجر القذيفة تلقائياً عندما المسافة إلى الهدف تكون عند الحد أو القيمة المقررة . أو عندما الصمام والهدف يمران بعضهم البعض . لقد اعتبر تطوير هذا النوع الصمامات (كبديل عن الصمامات الزمنية الميكانيكية) أحد أهم مظاهر الإبداع التقني خلال الحرب العالمية الثانية . أحد أوائل الصمامات التقاربية العملية ضمن سياق قذائف المدفعية حملت الاسم الرمزي VT وطورت في بريطانيا . والأحرف اختصار لكلمتي "الزمن المتغير" Variable Time كتمويه متعمد لمبدأ تشغيلها . الصمامات التقاربية للأسف لم تكن على قدر عالي من المثالية أو الكمال ، وكانت عرضة للتحفيز والتفجير نتيجة بعض الظروف المناخية  (كالرطوبة والمطر الغزير على سبيل المثال) . مع ذلك ، فقد شكل ظهورهم خطوة متقدمة مقارنة بالصمامات الزمنية الميكانيكية ، خصوصاً من ناحية القدرة على تحقيق وانجاز نسبة عالية جداً من الإنفجارات في الارتفاع المقدر بنحو 9-10 أمتار عن سطح الأرض . هذه الانفلاقات والإنفجارات الجوية air-bursts كانت مؤثرة وقاتلة تجاه الأفراد بنسبة أعلى بكثير من الإنفجارات الأرضية التقليدية ، لأنها تحرر نسبة أعظم من الأجزاء والشظايا المفيدة ، وتوزعهم على التضاريس حيث الجنود المنكفئون prone soldiers يكونوا عادة محميين من الإنفجارات الأرضية .

الدبابات السورية T-72 بأنظمة TURMS-T .

صور الدبابات السورية T-72 بأنظمة TURMS-T للسيطرة على النيران


عرضت فيديوهات عدة صور لمنظومة السيطرة على النيران الأحدث TURMS/T التي تجهز بعض الدبابات الروسية من طراز T-72 المستخدمة من قبل الجيش السوري . المنظومة التي تصنف على أنها من الجيل الثالث من تطوير شركة GALILEO الإيطالية ، مصممة خصيصاً لتطوير سلسلة الدبابات الروسية أو العائلة T .. هي تضم مناظير تصويب بانورامية مستقرة stabilised sights بقابليات متقدمة للرؤية الليلية والنهارية لكل من الرامي وقائد الدبابة ، بالإضافة إلى حاسوب رقمي بالستي جديد للإدارة ومجموعة من المجسات ، وكذلك مقابض للسيطرة اليدوية ووحدات ملحقة أيضا كجزء من النظام . المنظومة TURMS/T قادرة كثيراً على تحسين وتعزيز دقة رماية الجيل الأحدث من دبابات المعركة الرئيسة على الأهداف في وضع التوقف أو الحركة (ما يطلق عليه move-to-move firing) ، خصوصاً وأنها تخدم على الدبابات الإيطالية من طراز C1 Ariete وكذلك العربات أو قانصة الدبابات المدولبة B1 Centauro كما تم شراءه أيضاً من قبل أسبانيا . المنظومة تم إعتمادها لتحديث عدد 350 دبابة T-72 تابعة للجيش التشيكي (يوجد في العالم ككل نحو 25,000 دبابة T-72 ، حتى الولايات المتحدة تمتلك بعض هذا النوع من الدبابات لأغراض التدريب) .      





13‏/9‏/2013

محركــــات التوربيـــــــن الغـــــــــازي .

محركــــــــــــــــات التوربيــــــــــــــــن الغــــــــــــــــــازي


بديل آخر لمحركات الديزل برز للمستخدمين على شكل محركات التوربينات الغازية gas turbines ، التي منذ ظهورها أصبحت المنافس الرئيس إلى محركات الديزل التقليدية وغيرها . دراسة تطبيق التوربينات الغازية إلى الدبابات بدأت بحدود العام 1944 في ألمانيا ، حيث شغلت التوربينة الغازية الأولى في العالم طائرة Heinkel He 178 التي طارت في العام 1939 وبلغت سرعتها القصوى 598 كلم/س . العمل الألماني لم يتقدم كثيراً بعد التصميم الأولي للتوربين الغازي الذي قدرت قوة خرجه بنحو 1000 حصان ، وتوقف العمل بالمشروع مع نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا العام 1945 . الاستخدام الأول لمحركات التوربينة الغازية على العربات المدرعة كان أيضاً خلال الحرب العالمية الثانية ، عندما قام قسم التطوير في الجيش الألماني Heereswaffenamt (اختصار هيئة مدفعية الجيش) بدراسة عدد من محركات التوربينة الغازية لاستعمالها على الدبابات في منتصف العام 1944 . النوع الأول من المحركات حمل التعيين GT 101 واكتمل تصميمه الأساس في شهر نوفمبر العام 1944 ويثبت على الدبابة الألمانية Panther ، لينتج بعدها عدة تصاميم طيلة مدة البرنامج ، بضمن ذلك GT 102 وGT 103 لكن أياً منها لم يستخدم بشكل عملياتي operationally . على أية حال ، الفوائد والمزايا المحتملة لمحركات التوربين الغازي من حيث ناتج الخرج النوعي المرتفع وخصائص سرعة عزم الدوران الملائمة والايجابية جذبت انتباه أوسع بعد الحرب العالمية الثانية . لكن عقبة ونقيصة استهلاكهم المرتفع للوقود fuel consumption والحاجة لتخفيض هذه القيمة قبل استخدامهم بشكل مرضي في الدبابات لوحظ أيضا وجرى بحثه . الاستخدام الثاني لهذا النوع من المحركات على العربات المدرعة أثار من جديد قضية الاستهلاك العالي للوقود ، عندما اختبرت التوربينية الغازية على الدبابات البريطانية ، وتحديداً من قبل شركة C.A. Parsons & Company التي ثبتت المحرك العام 1954 في هيكل الدبابة الثقيلة Conqueror . المحرك البريطاني الذي حمل التعيين Unit 2979 ، شمل ضاغط بطارد مركزي من مرحلة واحدة ، مقاد ومشغل من قبل توربين ذو تدفق محوري من  مرحلة واحدة ، وتوربين طاقة من مرحلتين ، قدرت قابلية خرجه بنحو 655 حصان والتي اعتبرت قليلة آنذاك ودون المستوى . محرك التوربين الغازي التالي لشركة Parsons كان Unit 2983 ، وقدرت قابلية خرجه بنحو 910 حصان . بعدها توقفت اختبارات المحركات التوربينة الغازية في بريطانيا المخصصة للدبابات ولم يتم بناء المزيد من المحركات لهذا الغرض . 



أما أول دبابة عملياتية استخدمت المحرك التوربيني الغازي ودخلت الإنتاج الواسع فقد كانت السويدية Stridsvagn 103 التي طورت في الخمسينات ، وحملت هذه محرك توربيني بقوة خرج 300 حصان من طراز Boeing GT502 . وبشكل عام ، هذا النوع من المحركات يوفر حجم أصغر ووزن أقل بالمقارنة بنظرائه الديزل التقليدية مع توفير نفس ناتج خرج القوة power output ، لكن النماذج التي ركبت حتى الآن أقل كفاءة من ناحية استهلاك الوقود بالمقارنة مع محركات الديزل ، خصوصا أثناء فترات السكون والانتظار ، مما يتطلب مخزون وقود أكثر لإنجاز نفس المدى القتالي . في الحقيقة محرك التوربين الغازي نظرياً أكثر موثوقية واعتمادية ، وأسهل بكثير للإدامة والصيانة من المحرك المكبسي ، كونه يشتمل على تركيب أسهل وأجزاء متحركة أقل ، لكن عملياً ومن خلال التجربة ، أجزاء التوربين تعرض نسبة إهتراء أعلى نتيجة سرعة جريانهم المرتفعة . إن الأنصال التوربينية turbine blades حساسة جدا للغبار وحبيبات الرمال المتطايرة ، لذلك في العمليات الصحراوية ، مرشحات الهواء air filters يجب أن توفر وتستبدل عدة مرات في اليوم الواحد . ويمكن لمرشح غير ملائم أو مثبت بشكل غير صحيح ، أو حتى عندما تقوم شظية أو رصاصة بثقب المرشح ، فإن ذلك يمكن أن يؤدي لتلف وتعطيل المحرك . في المقابل المحركات المكبسية (خصوصا إذا كانت مع شاحن توربيني turbocharger) تحتاج هي الأخرى للمرشحات لتبقي عملها بشكل جيد ، لكنها أكثر مرونة وقدرة على الاستمرار إذا ما تعطل المرشح أو أخفق في أداء عمله .
 


في الستينات بدأت محركات الدبابات التوربينية الغازية في الظهور ، عندما بدأ تطويرهم واعتمادهم في الولايات المتحدة ضمن متطلبات محددة مثل (1) قوة الخرج (2) الاقتصاد بالوقود (3) مستوى الضوضاء (4) وحجم التوضيب الأدنى ، وذلك لإتاحة تركيبهم وتثبيتهم على العربات القتالية قيد التطوير . فتبنى الجيش الأمريكي العام 1961 مشروع تطوير تنافسي لمحرك توربيني غازي بقوة خرج 600 حصان بين شركتي Solar Aircraft و Ford Motor. في الناتج ، مصممي شركة سولر مع محركهم Solar T-600 حاولوا تخفيض استهلاك الوقود بشكل كافي وذلك باستخدام اسطوانتين مع إعادة توليد/تشغيل ، بالتزامن مع ضاغط تدفق محوري من ستة مراحل ، مقاد ومدار من قبل توربين بتدفق محوري من مرحلتين وتوربين طاقة من مرحلة واحدة . أما مصممو فورد فقد تبنوا المحرك Ford 705 ذو البكرتين الأكثر تعقيداً مع ترتيب ثلاثة قنوات ، والذي كان قد اختير سابقاً كنموذج مصغر في محرك حمل التعيين Ford 704 خاص بشاحنة تجريبية مع قوة خرج 300 حصان . لقد دمج المحرك Ford 705 وهو بقوة خرج تبلغ 600 حصان ، عدد اثنان من مراحل الضغط ، الأولى مجهزة ببكرة منخفضة الضغط low-pressure spool تشمل ضاغط طرد مركزي مقاد ومدار من قبل توربين ذو تدفق محوري من مرحلة واحدة ، والمرحلة الثانية جهزت ببكرة عالية الضغط high-pressure spool مع ضاغط طرد مركزي آخر مدار من قبل توربين دائري ذو تدفق داخلي ، دمج خاصية التبريد الداخلي بالهواء بين مرحلتي الضغط . هناك أيضاً مسترجع من النوع الصفيحي plate recuperator (أداة تستخدم لاسترداد واسترجاع طاقة الحرارة من منظومة التدفئة أو التهوية وبالتالي تحسين كفاءة الطاقة ، يطلق عليها أحيانا مصطلح مبدلات الحرارة heat exchanger) بين منفذ ضاغط الضغط العالي وحجرة الاحتراق الرئيسة ، والذي حدد مكانه عند قمة التوربين فوق بكرة الضغط العالي . بناء وتركيب المحرك Ford 705 اشتمل أيضاً على غرفة احتراق أخرى من أجل إعادة التسخين reheat combustion chamber (عادة ما يتضمن المحرك التوربيني حجرة إعادة تسخين والتي فيها الهواء والوقود وغازات العادم الصادرة عن التوربين الأول توقد لتشكيل منتج احتراق يستعمل لإدارة وتشغيل التوربين الثاني) بين المخرج من التوربين ذو البكرة عالية الضغط وتوربين الطاقة ذو المرحلة الواحدة ، الذي حدد مكانه بشكل استثنائي بين توربينات البكرة عالية الضغط ومثيلتها منخفضة الضغط . لأسباب عديدة تخص مواصفات الأداء ، المحركات Ford 705 بالإضافة إلى Solar T-600 أخفقا في ترسيخ مزايا أو فوائد عامة تتجاوز ما تحمله محركات الديزل ، لذا مشاريع تطويرهم تركت وأهملت دون أن تختبر أو تعتمد لأي دبابة ، رغم من أن محرك Solar Saturn التوربيني الغازي الذي كان قد صمم لأغراض أخرى ، جرى تثبيته في الدبابة T95 لأغراض العرض والاستيضاح .



على أية حال ، الجيش الأمريكي واصل اهتمامه بهذا النوع من المحركات ، وفي العام 1965 طرح تعاقده مع شركة Lycoming Division من شركة Avco لتطوير محرك توربيني غازي آخر ، الذي سيصبح بعد ذلك AGT-1500 مع قابلية خرج 1500 حصان ، والذي كان مقدراً له في الأصل أن يستخدم في مشروع الدبابة MBT-70 (ألغي مشروع الدبابة في شهر نوفمبر العام 1971) . هذا المحرك استند في تصميمه على محرك T53 الخاص بالمروحية Bell UH-1 . وللتطبيق على عربة أرضية ، التوربين كان لزاما عليه أن يغير ويحور لهذا الغرض . الاختبارات على النموذج الأول بدأت في شهر يناير العام 1967 ، وفي العام 1968 دبابتين اختباريتين من طراز M48 جرى تجهيزهما بالمحرك AGT-1500 واختبرت قدرات المحرك ميدانياً على نطاق واسع . في العام 1972 اختير المحرك AGT-1500 من قبل شركة من قبل Chrysler's Defense Division لدفع نموذج الدبابة XM-1 . أثناء اختبارات الدبابة XM 1 وضمن سنوات الخدمة الأولى ، أظهر محرك التوربين بعض المشاكل الرئيسة ، خصوصا فيما يتعلق بعوامل الثقة والاعتمادية reliability . الاختبارات الإضافية تحت شروط وظروف ساحة المعركة أتاحت المزيد من التعديلات لمعالجة مشاكل التوربين ، ليتم في النهاية تجاوز الإخفاقات ويظهر المحرك AGT-1500 كأحد أنظمة الدفع الموثوقة اليوم . وبعد أن تم قبوله أخيراً من قبل الجيش الأمريكي العام 1976 ، المحرك التوربيني AGT-1500 وضع قيد الإنتاج لصالح دبابة المعركة الرئيسة M1 Abrams وبدأ بدخول الخدمة معها العام 1980 .


9‏/9‏/2013

سلاح المدفعية وقابليته في ساحة المعركة .

ســــلاح المدفعيــــــة وقابليتــــــه فـــــي ساحــــــة المعركـــــــة 


المدفعية هي سلاح الحرب الذي ينجز مهمة ايصال الذخيرة وإسقاطها إلى مدى أبعد بكثير من المدى الفعال للأسلحة الشخصية والفردية . هي سلاح ناري تقليدي يعمل بتأثير ضغط الغازات الناتجة عن شحنات الدافع propellant charges ، حيث تعمل السبطانة على تحديد وجهة انطلاق المقذوف ، الذي يطير في الغالب بنمط غير موجه . وعند ارتطامه بالهدف ، فإن حجم التأثير بالهدف مقيد ومرتبط بكتلة المقذوف ، أو للدقة بحجم المادة المتفجرة التي بداخله . وعندما سلاح ناري مطلق ، اشتعال الشحنة الدافعة ينتج قوتين متضادتين counter forces في الاتجاه في تجويف السبطانة . الأولى هي القوة التي تعطي المقذوف طاقته للطيران ، والثانية هي القوة المعاكسة والمساوية في الحجم equal size . إن القوة المضادة هنا تدعى "الارتداد" recoil . في الأسلحة العاملة بآلية الارتداد ، نهاية السبطانة تكون مغلقة ، لذا الارتداد يجبر السلاح على التراجع للخلف . في المدافع ، الارتداد مواجه ومقاوم بتأثير وزن هذه المدافع ونظام الارتداد (المدافع إذا لم تجهز بآلية كبح الارتداد فإنها ستقذف عدة أمتار للخلف عندما هي مطلقة) . سبطانات المدافع تكون على شاكلتين ، فهي إما محلزنة الجوف rifled ، بحيث تجبر القذيفة لتسريع دورانها حول محورها وبالتالي موازنة القذيفة . وإما ملساء smooth كما هو الحال مع مدافع الهاون التي لها عادة سبطانات ناعمة الجوف ، لذا مقذوفاتها لها زعانف ذيل تؤمن استقرار القذيفة أثناء الطيران . عيار المدفع محدد ومقاس بالقطر الداخلي لتجويف السبطانة والذي يصور بوحدات المليمتر . أما طول سبطانة المدفع فمقاس عادة بوحدات العيار caliber . بمعنى آخر ، الطول الذي ستبلغه السبطانة عند مضاعفة عيارها . إن مدى المدفع مرتبط ومتأثر إلى حد بعيد بقطر فوهته بالإضافة إلى طول السبطانة barrel length . فالسبطانة الأطول تنجز سرعة فوهة أعلى ، لذا يعتبر حجم السبطانة السبب الوحيد والرئيس لوزن منظومة السلاح المرتفعة .
 


قذائف المدفعية مصممة أصلاً لاختراق وتحطيم الدشم والتحصينات fortifications ، وعادة ما ينسب إليها معدل القتل الأعلى في ساحة المعركة قياساً بالأسلحة الأرضية الأخرى . في الحروب النابليونية والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ، غالبية الاصابات والوفيات خلال الأعمال القتالية كان سببها قذائف المدفعية . هذه القدرات دفعت الرئيس السوفييتي جوزيف ستالين في العام 1944 لوصفها في احدى خطاباته بأنها "إله الحرب" God of War . أثناء العمليات العسكرية ، دور مدفعية الميدان يتركز على توفير الدعم الناري القريب للأسلحة الأخرى أو مهاجمة الأهداف الأخرى الثابتة . إن الدور الأخير منجز نموذجياً بتسديد رشقات من الذخيرة شديدة الانفجار ، إما بقصد إيقاع الإصابات والخسائر البشرية في قوات العدو ، أو تحطيم مواضع استحكاماته وتجهيزاته وعرباته بتأثير أجزاء وشظايا غلاف القذيفة casing fragments والعصف الناتج . الدعم الناري بشكله العام وكما أظهرت العديد من الصراعات الدولية ، هو شرط مسبق ومطلب رئيس لنجاح أي هجوم . والمهاجم في هذه الحالة يجب أن يكون قادراً على تنفيذ وانجاز مهامه القتالية بينما هو يقمع ويخمد نيران بطاريات العدو المضادة . أيضاً الدعم الناري يعتبر حجر الزاوية ومطلب ملح لأي عمل دفاعي ، على الرغم من أنه غالباً ما ينجز خلال فقط زمن محدودة وفي اللحظة والنقطة الحاسمة من المعركة . في المقابل ، كان دائماً للعقيدة أو المذهب العسكري Military doctrine دور وتأثير هام على اعتبارات التصميم الرئيسة لسلاح المدفعية . على سبيل المثال ، زيادة اقتراب رماة المدفعية واشتراكهم في المعركة المباشرة ضد أسلحة المعركة الأخرى وكذلك هجمات الطائرات المتنوعة ، عملت جميعها على تهيئة السلاح لاستقبال شكل من أشكال الوقاية أو التصفيح الأمامي gun shield الذي بدى ضرورياً لصد وكبح شظايا الإنفجارات القريبة . عوائق أخرى حول كيفية استخدام السلاح في الحرب المتنقلة استوجبت تطوير طرق جديدة لنقل المدفعية إلى ساحة المعركة . وظهر شكلان مميزان نتيجة أعمال التطوير ، أولهما المدافع المجرورة/المسحوبة towed guns التي كانت مستعملة أساساً لمهام الهجوم أو الدفاع في الخطوط المعدة والمحضرة سلفاً ، وثانيهما المدافع ذاتية الحركة self-propelled guns التي صممت لمرافقة القوات المتحركة وتوفير نيران دعم مستمرة . مع ذلك ، المدفعية الحديثة ميزت بوضوح بخاصيتها الأكثر أهمية ، والمتمثلة باستخدام النيران غير المباشرة indirect fire ، حيث تعمل سبطاناتها ذات القطر الكبير على التصويب والتهديف بدون رؤية الهدف مباشرة خلال مناظيرها .
 


في الحقيقة تطويرات المدافع في السنوات العشرين الأخيرة تركزت على محورين رئيسين ، الأول تعلق بمنظومة المدفع ذاتها ، من حيث زيادة طول السبطانة وآلية الحركة ، حيث انشغل المصممون على زيادة مدى الرمي ومعدله بالإضافة لزيادة دقة التصويب ، وجعل التلقيم في العديد من المنظومات آلياً ، خصوصاً في الأعيرة الكبيرة التي كانت تعاني من زيادة أفراد الطاقم ، وجعلت المدافع في معظمها ذاتية الحركة بعد وضعها على هياكل مدرعة بدل تلك المقطورة . وفي هذا الجانب انصب الاهتمام كثيراً على كيفية إخراج المدافع من دائرة خطر القصف المضاد ، إذ أن مدافع الميدان خلال الحروب السابقة كانت مقطورة في معظمها ، وتقوم العناصر العاملة عليها بتنفيذ تدابير الحماية والوقاية عن طريق تكديس أكياس الرمل ، وأحياناً إقامة التحصينات الإسمنتية إذا كان التمركز دفاعياً وطويل المدى . الأمر الذي قلل من احتمالات الإصابة بقذائف ونيران البطاريات المضادة Counter-battery fire ، وبالتالي جعل استمرار الدعم الناري للوحدات الصديقة ممكناً .. أما المحور الثاني فقد ارتبط بتكنولوجيا الذخيرة وتقنياتها ، فقد بدأ الخبراء في البحث عن أي فرصة لزيادة دقة واحتمالية الإصابة ، خصوصاً على المدى البعيد والرؤية غير المباشرة ، بالإضافة لزيادة التأثير على الهدف target effect . فأخذوا بعض أفكار القنابل العنقودية وقنابل الإسقاط الحر من الطائرات ، والتي تنفتح حاوياتها على ارتفاعات متفاوتة فوق منطقة الهدف ، لتنطلق منها ذخيرة فرعية وقنيبلات صغيرة الحجم شديدة التأثير ، منها ما هو حر السقوط ومنها ما هو موجه تلقائياً ، وهذه الأخيرة تعمل على مسح المنطقة التي تهبط نحوها بشكل لولبي وتعالج الإشارات الواردة عن أهدافها قبل الانقضاض الأخير .



3‏/9‏/2013

الصاروخ الأمريكي Maverick .

الإستخــــــدام العملياتــــــــي للصــــــاروخ الأمريكـــــــي الموجـــــــه
 
AGM-65 Maverick 


خلال فترة زمنية ليست بالقليلة ، درس المصممين استخدام وسائل مختلفة لزيادة مدى سقوط القنابل الذكية . أحد الوسائل المجربة تمثل بالاستعانة بالأجنحة الكبيرة التي تصبح وسيلة لانزلاق القنبلة . في حين أن أفكار أكثر تقدماً ركزت على نصب محركات دفع صاروخية تزيد مدى هذه الأسلحة بشكل ملحوظ . لقد أظهرت حرب الخليج للمعنيين أن استخدام هذا النوع من الصواريخ الموجهة guided missiles في الطائرات الهجومية ، يتيح فرصة إصابة الأهداف مباشرة دون الاضطرار والمجازفة بالتحليق فوق الأهداف المعادية أو قربها . ويكون كثير من الصواريخ الموجهة مخصصاً لتنفيذ مهمات محددة ، مثل تدمير الدبابات أو السفن أو الرادارات أو المنشئات الحيوية .. في الحقيقة يعد الصاروخ الأمريكي "مافريك" AGM-65 Maverick أحد أكثر أنظمة صواريخ جو-أرض نجاحاً ، ويدخل ضمن تسليح العديد من الطائرات الهجومية الأمريكية ، بما في ذلك A-10A وF-16 وAV-8B وF-4G ، كما أنه في الخدمة الفعلية لدى 19 دولة أخرى . استخدم هذا السلاح في معارك فيتنام والشرق الأوسط ، وحققت القوة الجوية الأمريكية نسبة نجاح تصل إلى 71% في فيتنام . وفي استخدامه الأول تم إطلاق 18 صاروخ ، أصاب 13 منها أهدافه بدقة . في حين حققت القوة الجوية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973 نسبة 87% كما تدعي (أطلقت 50 صاروخ من طائرات F-4 ضد أهداف سورية ومصرية وحققت 47 إصابة من مجمل 400 صاروخ من هذا النوع من الطراز A تم استقبالها من الولايات المتحدة مع بداية الحرب) وكانت معظم الإصابات ضد أهداف أرضية ثابتة .


أستخدم الصاروخ لاحقاً في حرب لبنان العام 1982 واستطاع كما يؤكد الإسرائيليين تحقيق 20 إصابة من أصل 20 إطلاقه !! كما استخدم هذا الصاروخ في الحرب العراقية الإيرانية ، وتحديداً في منتصف العام 1985 عندما استخدمته الطائرات الإيرانية في مهاجمة سفن الشحن في الخليج العربي ، وكذلك عندما أطلقت الطائرات الإيرانية في بداية الحرب 12 صاروخ من هذا النوع على رتل دبابات عراقي ، ويدعي الإيرانيين أن الصواريخ أصابت أهدافها . كما قامت طائرات إيرانية من طراز F-4 وF-5 بإطلاق الكثير من هذه الصواريخ على أهداف بحرية عراقية ، بما في ذلك زوارق الصواريخ أوسا Osa ، وزوارق الطوربيد العراقية نوع P-6 . كثافة الاستخدام للصاروخ مافريك تحققت فعلياً خلال عمليات عاصفة الصحراء Desert Storm العام 1991 ، وتمكنت الطائرات الأمريكية من نوع F-16 وA-10 بواسطته من توجيه ضربات دقيقة مع نسبة إصابة بلغت 85% بالنسبة للنماذج الموجهة تلفزيونياً وبالأشعة تحت الحمراء . وبالنسبة للنماذج الموجهة ليزرياً بلغت هذه 66% (أهدافها الرئيسة في الغالب كانت الدبابات العراقية) ، وذلك من مجموع 5.296 صاروخ مافريك تم إطلاقها خلال مراحل الحرب المختلفة . كما أستخدم الصاروخ من قبل الطائرات الأمريكية والهولندية خلال أزمة كوسوفو العام 1999 ضد أهداف صربية . أما في عملية حرية العراق Iraqi Freedom العام 2003 ، فقد تم إطلاق نحو 796 صاروخ من هذا النوع ، معظمها كان من النسخة D الموجهة بالأشعة تحت الحمراء .